حرية برس- ترجمة زينة الحمصي:
نشر موقع “بريتبارت” الإخباري الأمريكي ما رواه مسؤول سابق رفيع المستوى في البنتاغون في عهد أوباما عن القضية السورية وموقف أوباما، حيث أخبر “أندرو إكسوم” المشرعين في مجلس النواب الأمريكي، يوم الخميس، أنّ الرئيس الأمريكي السابق “أوباما” بدأ محادثات مع روسيا بشأن سوريا خوفاً من أنّ نظام المجرم “بشار الأسد” قد يسقط قريباً، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة عدت هذا السيناريو في ذلك الوقت “نجاحاً كارثياً”. ورجّح “إكسوم” أن أوباما تعاون مع روسيا لمنع نظام الأسد من السقوط بسرعة كبيرة، وذلك لمنع دخول البلاد إلى حالة من الفوضى، وبالتالي سيكون ذلك تكراراً محتملاً للسيناريو الليبي في عام 2011.
أدلى “إكسوم” بشهادته قائلاً: “قد تتساءلون في المقام الأول عن الحكمة من إجراء محادثات مع روسيا بشأن سوريا، وإذا كنتم كذلك، ستجدون شراكة جيدة بين بعض الشركات والوكالات في الولايات المتحدة في عهد “أوباما”. لم يكن الدخول في محادثات مع روسيا بخصوص سوريا أمراً شائعاً دولياً آنذاك، وكان هذا الأمر موضوع نقاش حاد بين المهنيين المحترفين والمعينين السياسيين مثلي، ومن العدل أن أقول إنّ وزارتي الخاصة لم تكن داعمة تماماً للمحادثات ولكن، عندما وجهها الرئيس، دعمتهم بأقصى قدرتنا. قد يكون من المفيد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لشرح كيف ولماذا بدأنا في التحدث مع الروس.
بدأ كل شيء في صيف 2015، عندما بدأ مكتبي في تنسيق التخطيط بين الوكالات لسيناريو في سويا رايناه “نجاحاً كارثياً”. لقد خشينا من أنّ نظام الأسد قد ينهار في نهاية المطاف، بعد سنوات من محاولات الأسد وأد التمرد المستمر الذي سيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية على الشرق السوري معظمه، وبدأ التنظيم في تهديد المدن الرئيسة في غرب سوريا، ما يعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر ويُهدّد أمن إسرائيل كذلك”. واعترف “إكسوم” الذي يعمل الآن لدى شركة استخبارات بريطانية، أنّ الأسد قد ربح الحرب في سوريا.
وبالحديث عن حلفاء الأسد (إيران وحزب الله)، أضاف “إكسوم”: “ربما تكون روسيا أسيرة أهواء شركائها في التحالف في بعض الأحيان، لكنّ روسيا وشركاءها في التحالف أيضاً ربحوا، حتى تتمكن روسيا من المشاركة في هذا النصر. لقد صببنا اهتمامنا على أولوياتنا الخاصة، ونتيجة لذلك، ساعدنا في تأمين إسرائيل وهزمنا الدولة الإسلامية. لم تسقط خلافة تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل حتى مارس/ آذار من هذا العام، تحت حكم الرئيس “دونالد ترامب”. ومع ذلك، أقرّ مسؤولو الجيش والمخابرات الأمريكيون أن المجموعة الإرهابية ما تزال تشكل تهديداً في العراق وسوريا وخارجهما”.
وأشار “إكسوم” في معرض حديثه إلى الحاجة إلى إنشاء قنوات اتصال لمنع أي قتال بين القوات الأمريكية والروسية التي كانت تعمل بالقرب من سوريا، بوصفها سبباً آخر للتحدث إلى موسكو. مؤكداً أنّ إدارة “أوباما” رفضت فرصاً للاستهداف المشترك لخلايا يشتبه أنّها إرهابية مع الروس.
وقال “إكسوم” أنّ البنتاغون رفض التعامل مع روسيا لإنهاء النزاع بعد أن دخلت موسكو الحرب السورية في عام 2015 بحجة أن موسكو كانت “العضو الأقل نفوذاً” في تحالف نظام إيران وحزب الله والأسد وكانت مهتمة بتدمير معارضة الديكتاتور السوري أكثر من محاربة الإرهابيين.
وأضاف “إكسوم” في ختام اعترافاته: ” أرادت مجموعة متنوعة داخل إدارة أوباما، تضم دبلوماسيين وبعض الضباط العسكريين، أن تذهب أبعد من ذلك، وبالنظر إلى الأهوال اليومية التي نشهدها في سوريا، فقد سألوا عما إذا كان ينبغي لنا أن نتعامل مع روسيا بخصوص الطرق التي قد نكون بها قادرين على وضع حد للنزاع. لم أشعر في ذلك الوقت، ولا أشعر الآن، أن هذا كان مساراً حكيماً: كانت روسيا تعمل في تحالف مع نظام الأسد وإيران وحزب الله، ومن بين هؤلاء الأربعة كانت روسيا هي العضو الأقل نفوذاً في التحالف. لم أكن متأكداً من أن روسيا، حتى لو توصلت إلى اتفاق معنا، يمكن أن تجمع شركاءها في التحالف”.
عذراً التعليقات مغلقة