توفيت معتقلة الرأي الإماراتية “علياء عبد النور”، اليوم السبت، مقيدة إلى سرير أحد مستشفيات بلدها، وفق مركز حقوقي إماراتي غير حكومي.
وأفاد “مركز الإمارات لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، أن “معتقلة الرأي الإماراتية فارقت الحياة بعد صراع طويل مع مرض السرطان وهي مقيدة في داخل أحد مستشفيات الإمارات العربية المتحدة”.
وذكر البيان أنه “رغم ثبوت مرض علياء بمرض السرطان بعد اعتقالها وتدهور صحتها، تابعت الحكومة اعتقالها في ظروف سيّئة مع غياب العلاج الفعال”.
واتهم البيان السلطات الإماراتية بـ”تجاهل الأصوات المنادية بالإفراج الصحي عن ’عبد النور’ من أجل أن تقضي ما بقي من أيامها مع عائلتها”.
وأضاف أنه “نتيجة لهذا الإهمال استشرى المرض في جسد ’عبد النور’، ما أدى إلى عدم قدرتها على المشي أو الوقوف من دون مساعدة”. ونقلت بعد ذلك إلى مستشفى “المفرق” ومنه إلى مستشفى “توام” في مدينة العين حيث ظلت مقيدة إلى السرير في غرفة من دون نوافذ تحت حراسة مشددة، وفق المركز.
واعتقلت “علياء عبد النور” من منزلها في مدينة عجمان في 28 يوليو/ تموز 2015، بتهمة “مساعدة الأسر السورية المتضررة من الحرب وجمع التبرعات لها، كما اتهمت بجمع التبرعات للأسر الفقيرة في داخل الإمارات”، وحكم عليها بالسجن عشر سنوات.
وكانت “عبد النور” قد حرمت من التمثيل القانوني، وكان أي محامي يتولى الدفاع عنها يتعرض للتهديد، ولم تواجه علياء أي دليل إدانة مادي، سوى سجل المواقع الإلكترونية التي كانت تتصفحها، حيث اتهمت أنها على علاقة بأسماء الأشخاص الذين كانت ترد أسماؤهم في تلك المواقع.
واتهمت “عبد النور” كذلك بتمويل بعض الجماعات الإرهابية، على الرغم من أن نشاطها كان اجتماعياً لا سياسياً، حيث تولت جمع تبرعات ومساعدات مالية وإرسالها إلى النساء والأطفال من الفقراء والمتضررين من الحرب في سوريا وبعض الأسر المحتاجة المقيمة في الإمارات.
ووضعت عبد النور التي ولدت في عام 1977، وفقاً لمعلومات حصلت عليها الأمم المتحدة، رهن الاحتجاز السري وفي حبس انفرادي مدة ستة أشهر، وتعرضت للإذلال الجسدي والنفسي الشديد وللتهديدات، وأجبرت على التوقيع على اعتراف مكتوب تحت التعذيب.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية، بينها “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، اتهمت الحكومة الإماراتية بسوء معاملة السجينة المريضة بالسرطان وحرمانها من المحاكمة العادلة والرعاية الكافية، وطالبت بالإفراج الفوري عنها.
عذراً التعليقات مغلقة