التعليم في مدينة الباب .. عامٌ دراسيٌ ثانٍ بعد التحرير

فريق التحرير4 أكتوبر 2017آخر تحديث :
الباب - ابراهيم صالح - حرية برس
يعود التلاميذ إلى مدارسهم مع آمال بتعويضهم عن الانقطاع الدراسي في السنوات السابقة – عدسة ابراهيم الصالح

افتُتِحت يوم الأحد مدارس مدينة الباب للعام الدراسي 2017/2018  في ظل واقع خدمي وإنساني صعب، لازال يعاني من آثار الدمار الذي أصاب المدينة إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عليها وحملة طرد التنظيم منها في العام الفائت.

فمنذ بداية العام 2014 ومع سيطرة التنظيم على المدينة، أُوقفت العمليّة التعليميّة وتمّ فرض نظام تعليمي خاص بالتنظيم (يعتمد على المراكز الشرعية والدعوية والتدريبية) في الوقت الذي منع التنظيم تدريس المناهج التقليديّة وغادرت الكوادر التدريسيّة مناطق سيطرته. لتعود العمليّة التعليميّة إلى الانتعاش شيئاً فشيئاً منذُ نيسان العام الماضي بعد سيطرة الفصائل المنضوية تحت غرفة عمليات (درع الفرات) على المدينة وضواحيها، فقد بدأت مؤسسات الإدارة المحليّة بالتعاون مع الجانب التركي كخطوة أولى – بعد تامين المدينة – بإعادة تأهيل المدارس وافتتحت 4 مدارس فقط في ذاك الوقت.

يأتي هذا العام الدراسي أكثر إعداداً لتوسِعة نطاق الخدمات التعليميّة في المدينة والتي يقوم بها المكتب التعليمي في المجلس المحلي لمدينة الباب؛ بدعم من مديرية التربية والتعليم التركي في مدينة غازي عنتاب ووقف المعارف التركي، حيث يتلقى المكتب التعليمي دعم رواتب العاملين في الحقل التربوي من الحكومة التركية، بالإضافة لكافة المستلزمات من أثاث مدرسي وطباعة المنهاج السوري المعدل المعتمد في عموم مدارس المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، في سعي لتعويض التلاميذ عمّا فاتهم خلال السنوات الماضية.

دمار كبير حلّ بالمدارس في مدينة الباب نتيجة المعارك السابقة – عدسة ابراهيم الصالح

وفي حديث لحرية برس؛ يقول المدرس أحمد الكِرز رئيس المكتب التعليمي في المجلس المحلي في الباب: “قُمنا كمكتب تعليمي بإجراء ثلاث مسابقات لتعيين المدرسين والذي بلغ عددهم إلى الآن بحدود 300 معلم ومستخدم وإداري، وتم التعيين على أساس الكفاءة والشهادات الجامعيّة والأولويّة لمن عمل سابقاً في التدريس وقُطعت رواتبهم لدى النظام، ويوجد في مدينة الباب 30 مدرسة تعرض أغلبها للدمار، تمّ إعادة تأهيل 9 مدارس منها ستدخل الخدمة هذا العام، وتتبع مدارس المدينة لمديرية التربية والتعليم في مدينة غازي عنتاب التركية، يقول الكِرز بأن العلاقة مع وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة سطحية بحسب تعبيره ولا تقدم أي دعم يذكر لضعف إمكاناتها.

وكانت “المديرية العامة للتعليم مدى الحياة”، التابعة لوزارة التعليم التركية، أقامت مراسم افتتاح العام الدراسي في منطقة الراعي على الحدود التركية السورية، وصرح مساعد مستشار وزارة التعليم التركية الذي حضر الاحتفال “أرجان دميرجي” لوكالة أنباء الأناضول بأن 90% من مدارس الريف الشمالي الشرقي لحلب قد تضررت من العمليات الحربيّة، وإن الحكومة التركية بالتعاون مع الهيئات المحلية السورية قامت بأعمال الترميم لقسم كبير من هذه المدارس، وأضاف دميرجي أن عدد المعلمين هذا العام قد بلغ 6 آلاف معلم و 337 مدرسة و150 ألف تلميذ في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في عموم مدارس منطقة ريف حلب الشمالي الشرقي، كما يتم تقديم كافة مستلزمات الطلاب من قرطاسية وحقائب بشكل مجاني.

ويتطلع أهالي المنطقة باهتمام بالغ إلى إعادة أبنائهم إلى المقاعد الدراسية، علّهم يعوضون ما فاتهم من انقطاع عن التعليم وخاصة في السنوات الثلاثة الماضية على أمل أن تشكل بداية للاستقرار الذي ينشدون.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل