فارس أبو شيحة- حرية برس:
يواصل الأسرى الفلسطينيون داخل سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي، معركة “الكرامة ٢” بخوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام، رفضاً لسياسية إدارة مصلحة السجون التابعة للاحتلال الاسرائيلي تجاههم.
وأفاد مصدر خاص داخل سجن “النقب” الصحراوي لـ”حرية برس”، أن مواجهات عنيفة حدثت في الآونة الأخيرة بين الأسرى ووحدات في جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث شنت وحدات من جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية حملة تفتيش ومداهمات على عدد من أقسام السجن بشكل مفاجئ، ما أدى إلى نشوب مواجهات عنيفة بين الطرفين.
وأضاف المصدر أن الاحتلال أطلق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على الاسرى، الأمر الذي أدى إلى إصابة ٤٥ أسيراً فلسطينياً بكسور وجروح، فضلاً عن نقل عشرات الأسرى إلى غرف العزل الانفرادي.
وقال المصدر: “قررنا اللجوء إلى الإضراب المفتوح عن الطعام داخل أقسام السجن بعد فشل الحوار بين إدارة مصلحة السجون وقيادة الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بهدف الضغط عليهم من أجل الاستجابة إلى مطالبنا”.
من جانبه، أعلن “نادي الأسير الفلسطيني”، في بيان صحفي له، انضمام قرابة 400 أسير في معتقلات الاحتلال إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي شرعت به الهيئات القيادية للتنظيمات، حيث التحق بهم خلال الساعات الماضية عشرات الأسرى في معتقلات عدة تركزوا في معتقلات “النقب” و”ريمون” و”نفحة” و”إيشل” و”عوفر”، و”جلبوع” و”مجدو” في الداخل المحتل.
وبين “نادي الأسير” أن “هناك مفاوضات غير مباشرة تجري داخل المعتقلات، وجهود مصرية ما تزال مستمرة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل تحقيق مطالب الأسرى الحياتية”.
وكان الأسرى قد أعلنوا، مساء الإثنين الماضي، عن فشل الحوار والتفاوض مع إدارة معتقلات الاحتلال، بعد رفضها مطالبهم وفرضها شروطاً معقدة على استخدامهم الهواتف العمومية؛ فقرروا اعتماد وسيلة الإضراب من أجل الضغط لتحقيق مطالبهم، ووضعوا خطة للإضراب على دفعات، بحيث تبدأ به الهيئات القيادية للتنظيمات، لتليها دفعات في 11 نيسان/ أبريل، و13 نيسان/ أبريل، إلى أن تصل إلى ذروة الإضراب في 17 نيسان/ أبريل، الذي يُصادف يوم الأسير الفلسطيني.
وتتمثل أبرز مطالب الأسرى، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني، في إزالة أجهزة التشويش، وتركيب هواتف عمومية في أقسام الأسرى، وإلغاء منع الزيارة المفروض على مئات الأسرى، ورفع العقوبات الجماعية التي فرضتها إدارة المعتقلات على الأسرى منذ عام 2014، إضافة إلى العقوبات التي فرضتها في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد عمليات القمع التي نُفذت بحق الأسرى في معتقلي “النقب” الصحراوي، و”عوفر”، إلى جانب توفير الشروط الإنسانية في “المعيار”، وهو محطة يمر فيها الأسرى عند نقلهم من معتقل إلى آخر، قد ينتظر فيه الأسير أياماً قبل نقله إلى المعتقل).
ويطالب الأسرى أيضاً بنقل الأسيرات إلى قسم آخر تتوفر فيه ظروف إنسانية أفضل، وتحسين ظروف احتجاز الأسرى الأطفال، ووقف سياسة الإهمال الطبي وتقديم العلاج اللازم للمرضى والمصابين إثر الاعتداءات، وإنهاء سياسة العزل.
ويعد هذا الإضراب استمراراً لمعارك نضالية خاضها الأسرى منذ نشأة الحركة الوطنية الأسيرة، كان أبرزها إضرابات نُفذت في معتقل “عسقلان” خلال سبعينيات القرن الماضي، واستشهد جراءها الأسير “عبد القادر أبو الفحم”، وإضراب معتقل “نفحة” في عام 1980 الذي استشهد فيه “راسم حلاوة” و”علي الجعفري”، ثم التحق بهما الأسير “إسحق مراغة” بعد سنوات؛ نتيجة تعرضه للتغذية القسرّية.
ونفذ الأسرى إضراب “بركان أيلول” في عام 1992، وشاركت فيه الحركة الأسيرة بأطيافها كافة، واستشهد خلاله الأسير “حسين عبيدات”.
وخاض الأسرى منذ عام 2000 إضرابات عدة وذلك في أعوام 2001، و2004، و2012، و2014، و2017 وهو الإضراب الذي سبق الإضراب الحالي واستمر 42 يوماً.
يذكر أن أعداد الأسرى في معتقلات الاحتلال تصل إلى قرابة ٦٤٠٠ أسير فلسطيني، بينهم 46 أسيرة، و 250 طفلاً، موزعين على 23 سجناً ومعتقلاً.
عذراً التعليقات مغلقة