مصر تعلن رسمياً فشل جهاز “الكفتة” لعلاج “فيروس C” وتحيل أطباء للمحاكمة

فريق التحرير21 يوليو 2016آخر تحديث :

جهاز الكفتة المصري - مصر
بعد قرار أثار جدلا واسعا، منذ الإعلان عنه قبل نحو عامين، بحضور الرئيس السابق عدلي منصور ووزير الدفاع حينئذ عبد الفتاح السيسي، أعلنت لجنة التحقيق بالنقابة العامة للأطباء في مصر إحالة الاطباء الذين تبين مشاركتهم في الإعلان عن جهاز علاج الفيروس الكبدي سي، والمعروف إعلاميا بـ»جهاز الكفتة»، إلى المحاكمة التأديبية حيث أنهم قاموا بالإعلان والترويج للجهاز المذكور والخاص بعلاج الأمراض الفيروسية قبل إتمام الخطوات العلمية المتعارف عليها ، مما أدى إلى الإضرار العمدي بالملايين من المواطنين المصريين من جرّاء انتظارهم العلاج عن طريق الجهاز المزعوم.
وأشارت نقابة الأطباء إلى أن المتهمين هم أحمد علي مؤنس وسالي مصطفى محمود وأحمد عبد الله صبري ووائل أحمد محمد عطية، فيما برأت التحقيقات خمسة أطباء آخرين لثبوت عدم تورطهم في أي تصريحات غير علمية.
وقال أمين عام نقابة الأطباء الدكتور إيهاب الطاهر إنه تم تحديد أول جلسة لمساءلة الأطباء، خلال أغسطس/آب المقبل، حتى يتسنى لهم تقديم مستنداتهم وتجهيز دفوعهم، مؤكدا أنه في حال ثبوت إدانتهم فإن العقوبات محددة في القانون، وتبدأ بالإنذار، ثم اللوم، ثم توقيع غرامة، ثم الإيقاف عن ممارسة المهنة مدة لا تزيد على سنة، وصولا إلى الشطب نهائيا من سجلات النقابة.
وعلّق الدكتور عصام حجي عالم الفضاء في وكالة ناسا والمستشار العلمي لرئيس الجمهورية السابق، على إحالة المشاركين في إعلان «فيروس سي» للمحاكمة. وقال في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»: «تحية تقدير واحترام إلى نقابة الأطباء في مصر على قرارها بإحالة المشاركين في هذه المهزلة إلى التحقيق و المحاكمة».
وأضاف: «والسؤال هل ستخطو نقابة الصحافيين واتحاد الإذاعة والتلفزيون والجامعات في محاسبة من شاركوا في ترويج أكبر فضيحة علمية عصفت بالوسط العلمي والإعلامي في مصر وسعت عمدا إلى تغييب الرأي العام؟».
وتابع: «هل سيتم محاسبة أعضاء البرلمان المعينين والعسكريين الذين شاركوا في الترويج لهذه الأكاذيب التي أضرت بسمعة مصر شعبا وجيشا ؟». وواصل»السادة الكرام من المضللين للرأي العام، ألا تعلمون أنكم بنشركم للجهل والنفاق أنتم أكبر دعاية للتطرف والإرهاب الذي تزعمون محاربته؟».
وأكمل: «أرى وقد أكون مخطئا أن نشر الجهل وتغييب العقول على مدى عقود هو السبب الحقيقي في تعاقب الطغاة على حكم مصر وفشلهم في تحقيق أي وعود بالتطوير، حان الوقت أن نعي جميعا أن التعليم هو العماد الحقيقي لدولة تحفظ كرامة كل المصريين».
وفي 22 شباط/فبراير 2014، تم الإعلان عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بابتكار علاج جديد للمصابين بفيروسي «سي» و»الإيدز» عن طريق جهاز «سي سي دي» للقضاء على الفيروسات من النوعين.
وبث التلفزيون المصري وقتها، تقريراً ظهر فيه اللواء إبراهيم عبد العاطي – مخترع الجهاز – وهو يفحص مريضا بواسطة الجهاز، ويبلغه: «تحاليلك زي الفل قدامي، وكان عندك أيدز وراح».
وكتب العقيد احمد علي المتحدث العسكري حينذاك، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي
«فيسبوك»: «القوات المسلحة تحقق أول اكتشاف عالمي لعلاج فيروسات سي والأيدز»، مضيفا: «الرئيس عدلي منصور (السابق) والمشير عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع آنذاك) شاهدا أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، دون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية».
وأثار إعلان الجهاز سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تتوقف على مدى العامين والنصف على وصفه بـ»الفنكوش»، مشككين في مصداقيته. ومن أكثر الجمل التي كانت مادة للسخرية وصف اللواء عبد العاطي للجهاز عندما قال «باخد الإيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه، باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي».

* نقلاً عن: “القدس العربي”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل