ياسر محمد – حرية برس:
لا يتوقع أشد المتفائلين أن تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى موسكو، اليوم الاثنين، بأي جديد على صعيد منطقة ’’خفض التصعيد‘‘ في إدلب، التي تشهد تصعيداً وحشياً من قبل قوات نظام الأسد مدعوماً بتغطية سياسية وعسكرية من موسكو، شريكة تركيا في اتفاق ’’سوتشي‘‘ لتحييد إدلب، الذي أضحى حبراً على ورق.
وعلى الرغم من تعهدات روسيا وتركيا بتحييد إدلب وإعطائها وضعاً خاصاً لحين إيجاد ’’حل سياسي‘‘ في سوريا، بدأت قوات النظام منذ مطلع العام الجاري حملة تصعيد تدريجية على إدلب ومحيطها، ما أدى إلى نزوح أكثر من 90 ألف مدني من أرياف إدلب الجنوبية والشرقية خاصة، واستشهاد 244 مدنياً خلال الشهرين الماضيين فقط.
ويوم أمس الأحد، استشهد 13 مدنياً وأصيب عشرات آخرون في سراقب والنيرب والخوين، جراء قصف قوات الأسد المكثف الذي يتصاعد تدريجياً على المنطقة.
واليوم الاثنين، تزامناً مع زيارة أردوغان للقاء بويتن في موسكو، شهدت مدينة إدلب وريفها أربعة انفجارات أدت لاستشهاد وإصابة عشرات المدنيين.
وقال تلفزيون سوريا إن عبوة ’’ناسفة‘‘ انفجرت في الحارة الجنوبية في مدينة ’’الدانا‘‘ شمال غرب إدلب، ما أسفر عن مقتل مدني وجرح اثنين آخرين، كما جرحت امرأة وطفلها بانفجار مماثل في مدينة إدلب.
في حين، جرح أحد مقاتلي ’’فيلق الشام‘‘ بانفجار عبوة ’’ناسفة‘‘ كانت مزروعة داخل سيارته في مدينة كفرنبل في الريف الجنوبي، في حين أحبطت ’’هيئة تحرير الشام‘‘ محاولة اغتيال بحق أحد قيادييها.
وقبل توجهه إلى موسكو، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح اليوم، إنه سيناقش مع نظيره الروسي، عملية عسكرية تركية محتملة شرقي الفرات.
وأوضح للصحفيين: ’’استعداداتنا على الحدود اكتملت، كل شيء جاهز للعملية، يمكن أن نبدأها في أي لحظة، سأناقش هذه المسألة ضمن أمور أخرى بشكل مباشر مع بوتين خلال زيارتي لروسيا‘‘.
فيما لم يتطرق أردوغان للحديث عن إدلب بشكل مباشر، وزادت وسائل إعلام روسية حدة تهجمها وتحريضها على إدلب، وزعمت وكالة ’’سبوتنيك‘‘ الروسية أنه كشفت مصادر عسكرية كشفت لها أن وحدات من قوات النظام تتلقى تدريبات على يد خبراء عسكريين روس في مجال استخدام أسلحة وتجهيزات وأعتدة حديثة من شأنها التعامل مع القدرات والتجهيزات والأسلحة النوعية التي تم إمداد ’’التنظيمات الإرهابية‘‘ بها في محافظة إدلب خلال الأشهر الماضية من قبل أطراف خارجية، وفق زعم الوكالة.
وأوضحت المصادر، بحسب “سبوتنيك”، أن وحدات عسكرية تابعة للنظام ومحتشدة حول إدلب تتلقى حالياً تدريبات على أسلحة حديثة ونوعية حصلت عليها ضمن صفقات مع الجانب الروسي، تشمل اختصاصات متعددة، بعضها خاص بالأفراد، كالصواريخ المحمولة المضادة للدروع “من نسخ حديثة”، وتجهيزات أخرى خاصة بالإدارة الميدانية للمعارك. وتجهيزات خاصة للتعامل مع الطائرات من دون طيار إضافة إلى أعتدة ذات طابع استطلاعي وأخرى ذات طابع هندسي.
وأكدت الوكالة أن قوات النظام تحدّث قاعدة البيانات وتنسق يومياً مع الروس في جبهات إدلب، ما يشي بقرب هجوم كبير.
العميد المنشق ’’أحمد رحال‘‘، رأى أن تدمير وتهجير إدلب يتم بالتقسيط، وقال في منشور على صفحته في ’’تويتر‘‘، إن ’’شن حملة عسكرية واسعة على إدلب تم الضغط لإيقافها لعدم قدرة موسكو على تحمل تكاليفها الباهظة ميدانياً وسياسياً ونزوحاً، يبدو تم التوافق مع المجتمع الدولي على تقسيط المهمة، بمعنى حرب استنزاف، تهجير بالتقسيط وقتل بالتقسيط وتدمير بالتقسيط… وإلا ما معنى سكوت الجميع عما يحصل يومياً؟‘‘.
وتلعب روسيا على كل الحبال في قضية إدلب، مستغلة انشغال تركيا بملفات داخلية وخارجية أخرى، فبينما قال وزير الخارجية الروسي ’’سيرغي لافروف‘‘، منذ أيام أثناء لقائه نظيره التركي في أنطاليا، إن اتفاق ’’سوتشي‘‘ بخصوص إدلب ما زال سارياً، عاد ليصرح في الثالث من نيسان الجاري أن ’’الحرب في سوريا لم تنتهِ بعد، ويجب القضاء على أوكار الإرهاب بما فيها إدلب‘‘!.
وراحت وسائل الإعلام الروسية تسوّق أن ’’محافظة إدلب تعد خزاناً ضخماً للتنظيمات الإرهابية‘‘، في ظل صمت تركي على المستوى السياسي، وعدم قدرتها على منع هجمات النظام على الرغم من احتفاظ تركيا بـ12 نقطة عسكرية في إدلب وجوارها، وتسيير دوريات في المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة