متجاهلاً احتلالها لأراضي عربية، وعدوانها المتواصل على غزة وحصارها العدواني لسكانها، دعا وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، اليوم السبت الدول العربية للعمل على تبديد مخاوف “إسرائيل بشأن وجودها”.
بن علوي قال في “المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في السويمة بالأردن إن “الغرب قدم لإسرائيل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري وأصبح بيدها كل وسائل القوة”. وأضاف أن “إسرائيل ورغم ما قلناه عن قوة تمتلكها فهي ليست مطمئنة إلى مستقبلها كدولة غير عربية في محيط عربي من 400 مليون إنسان. هي غير مطمئنة إلى استمرار وجودها في هذه المنطقة”.
وأوضح بن عبد الله في جلسة حوار أمام لجنة بالمنتدى “أعتقد أن علينا نحن كعرب أن نكون قادرين على البحث في هذه المسألة، وأن نسعى إلى تبديد هذه المخاوف لدى إسرائيل بإجراءات واتفاقات حقيقية بيننا نحن الأمة العربية وبين إسرائيل وبين من يدعمون إسرائيل”.
وزير أردني يرد “هذه ليست مشكلتي”
وقاطعت المذيعة التي تدير جلسة الحوار الوزير قائلة “هل تقول إن أفضل نهاية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هي الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود عبر إبعاد كل المخاوف الأمنية؟”.
فأجابها الوزير: “لا ليس الاعتراف، لكننا نريدهم أن يشعروا أنه لا توجد تهديدات لمستقبلهم (…) نحن علينا، وعلى الفلسطينيين .. أن يساعدوا الإسرائيليين على الخروج من هذا الخوف الذي يهددهم”.
وقوبل تصريح يوسف بن على بالاعتراض من جانب نظيره الأردني أيمن الصفدي، الذي قال خلال الندوة إن “العالم العربي اعترف بإسرائيل وبحقها في الوجود، وقد اعترف الفلسطينيون أنفسهم بحق إسرائيل في الوجود، هذه ليست القضية، القضية هي أن هناك احتلالًا، هل سينتهي هذا الاحتلال أم لا؟”.
وأضاف وزير الخارجية الأردني: “ما هي الضمانات الإضافية التي تحتاجها إسرائيل؟ عندما يأتي العالم العربي بأسره بدعم من 57 عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي ويقول إننا على استعداد لضمان أمن إسرائيل”. وتابع الصفدي إنه “من أجل حصول ذلك يتعين عليها (إسرائيل) الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 والسماح بقيام دولة فلسطينية، هذه هي القضية”. وخلص الصفدي “إذا قالوا (الإسرائيليون) إنهم غير مرتاحين فهذه ليست مشكلتي”.
ويأتي تصريح يوسف بن علوي بن عبدالله وسط تقارب بين سلطنة عمان وإسرائيل، بعدما قام رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية لسلطنة عمان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هي الأولى له للسلطنة، حيث استقبله السلطان قابوس بن سعيد رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وكان نتانياهو قد أعلن في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن سلطنة عمان ستسمح لطائرات إسرائيلية بالتحليق في مجالها الجوي، مؤكدا أنه يريد العمل وفق نهج مختلف عبر التقدم باتجاه تطبيع العلاقات مع العرب دون المرور بحل النزاع مع الفلسطينيين.
وتقيم “إسرائيل” حاليا علاقات دبلوماسية كاملة مع دولتين عربيتين فقط هما مصر والأردن. وحققت اختراقا خلال الفترة الأخيرة في علاقاتها مع دول عربية لا تربطها بها علاقات دبلوماسية. فقد زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، كما ألقى وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا خطاباً في مؤتمر في إمارة دبي، كما تمّ عزف النشيد الوطني الإسرائيلي بحضور ريغيف في بطولة عالمية للجودو في العاصمة الإماراتية.
وبدأت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رسميا السبت تحت شعار “نحو نظم تعاون جديدة”، بمشاركة أكثر من ألف شخصية، ولم يُكشف النقاب عما إذا كانت “إسرائيل” مشاركة في هذا المنتدى أم لا؟
وقال المنظمون إن المنتدى الذي يستمر يومين سيسلط الضوء على أربعة محاور رئيسية هي “بناء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد للمنطقة” و”مستقبل الإدارة البيئية في العالم العربي” و”الوصول إلى أرضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم” و”الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي”.
عذراً التعليقات مغلقة