دراسة: الأنظمة الغذائية تتسبب في خُمس عدد الوفيات في العالم

فريق التحرير6 أبريل 2019آخر تحديث :
تنصح الدراسة بتناول الحبوب والمكسرات-متداول

أثبتت دراسة طبية حديثة مؤخراً أن الأطعمة التي نتناولها تتسبب في الوفاة المبكرة، لنحو 11 مليون شخص سنوياً حول العالم.

وقد نشرت دورية “لانسيت” الطبية، نتائج الدراسة، حيث أشارت إلى أن النظام الغذائي اليومي هو القاتل الأكبر مقارنة بالتدخين، ويتسبب الآن في واحدة من بين كل خمس حالات وفاة حول العالم.

وجاء الملح على رأس قائمة المواد الأكثر سمية، في المواد الغذائية التي نستهلكها يومياً سواء في الخبز أو صلصة فول الصويا أو الأغذية المصنعة، حيث اتضح أنه يحصد العدد الأكبر من الأرواح.

ولا تتعلق نتائج هذه الدراسة بالسمنة من عدمها، وفقاً لما أوضحه الباحثون، وإنما بالأغذية “ردئية الجودة”، التي تضر بالقلب وتسبب السرطان.

وتعد الدراسة، التي حملت عنوان “تبعات الأمراض على العالم”، التقييم الأكثر موثوقية لأسباب الوفاة، في كل دولة من دول العالم.

وقد اعتمدت تحليلات الدراسة بشكل أساسي على تقديرات العادات الغذائية للدول، لتحديد مدى ارتباط العادات الغذائية بالوفاة المبكرة.

وقد احتل الملح المرتبة الأولى، حيث بينت الدراسة أنه يتسبب بـ 3 ملايين حالة وفاة، وذلك بالتوازي مع استهلاك كميات قليلة من الحبوب؛ ما يتسبب أيضاً بـ 3 ملايين حالة وفاة، بينما بينت الدراسة أن استهلاك كميات قليلة للغاية من الفاكهة يتسبب بـ 2 مليون حالة وفاة سنوياً، فيما توزعت أسباب الوفاة الأخرى بسبب قلة استهلاك المكسرات والبذور والخضروات والمأكولات البحرية الغنية بالأوميغا 3 والألياف.

وقال البروفيسور “كريستوفر موراي”، مدير معهد المقاييس الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، لوكالة بي بي سي: “توصلنا إلى أن النظام الغذائي هو أحد العوامل الرئيسة المؤثرة على الصحة حول العالم، إنه خطير حقاً”.

وقدرت الدراسة ارتباط ما يقارب 10 ملايين، من بين 11 مليون حالة وفاة، بالنظام الغذائي، وهذا ما يفسر لماذا يمثل الملح مشكلة كبيرة؛ حيث أن تناول كميات كبيرة منه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهذا بدوره يزيد مخاطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية، كما يمكن أن يكون للملح أثر مباشر على القلب والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى فشل في وظائف القلب، لكن الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات لها تأثير معاكس، فهي “وقائية للقلب والأوعية الدموية”، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وتكشف الدراسة أن  المكسرات والبذور، هي الأطعمة الصحية الغائبة عن معظم الوجبات الغذائية حول العالم، وقد تطابقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة “النظام الغذائي لكوكب الأرض”، التي كُشف عنها في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتوضح سبل إنقاذ أرواح البشر والكوكب، وإطعام 10 مليارت شخص.

وتوضح البروفيسور “نيتا فوروهي” من جامعة كامبريدج، أننا نميل إلى عدم اسنهلاك المكسرات بسبب “التصور أنها عبوات صغيرة من الطاقة ستجعلك بديناً، في حين أنها مليئة بالدهون الجيدة، كما أن معظم الناس لا يرون المكسرات طعاماً رئيساً، والمشكلة الأخرى هي التكلفة”.

ويقول البروفيسور “موراي” إن “الدهون والسكريات والارتباط الوثيق بين اللحوم الحمراء والمصنعة بمرض السرطان قد يكون كبيراً وفقاً لما ثبت، لكنها أقل ضرراً بكثير من انخفاض مستويات استهلاك الحبوب الكاملة والفواكه والبذور والخضروات المتناولة”.

هذا وتظهر الدراسة أيضاً ضرر استهلاك كثير من المشروبات الغازية في جميع أنحاء العالم، كما تدعو الناشطين في مجال الصحة إلى الانتقال من الحديث عن العناصر الغذائية، مثل الدهون والسكر، إلى الترويج للأطعمة الصحية، حيث تقلل الأنظمة الغذائية السيئة عامين من العمر المتوقع للأشخاص حول العالم، والأخطر من ذلك، أنها قد تتسب في النوبات القلبية أو السرطان، حسبما يحذر البروفيسور “موراي”.

وباعتماد الدراسة على تحليل العادات الغذائية للدول، تبين أنه لا توجد دولة تعتمد نظاماً غذائياً مثالياً، حيث تفضل كل دولة جزءاً ما من نظام غذائي صحي مقارنة بغيرها.

وجاء ترتيب دول البحر المتوسط،، وخاصة فرنسا وأسبانيا، كأقل دول في معدل الوفيات المرتبطة بالنظام الغذائي في العالم، فيما كانت دول جنوب وجنوب شرق ووسط آسيا تقع في الطرف المقابل من حيث أعلى المعدلات.

ويختتم البروفيسور “موراي” قائلاً إن جودة النظام الغذائي مهمة بغض النظر عن الوزن، وينصح  الأشخاص بزيادة ما يتناولونه من الحبوب الكاملة، المكسرات، الفواكه، البذور، الخضروات، وتقليل الملح بقدر المستطاع.

غير أن هذا الأمر يعد حتى الآن مكلفاً، حيث تشير التقديرات إلى أن تناول خمس أنواع من الفواكه والخضروات يومياً سوف يستهلك نحو 52% من دخل الأسرة في البلدان الأكثر فقراً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل