إدلب – حرية برس:
في الرابع من نيسان/أبريل 2017، تعرضت مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب لهجوم بغاز السارين أودى بحياة أكثر من 90 شخصاً بينهم 30 طفلاً، حيث يعد الهجوم، الذي قال محققو الأمم المتحدة أن لديهم أدلة على أن قوات الأسد هي التي شنته، من بين الأكثر دموية في ’’الحرب السورية‘‘ التي دخلت عامها الثامن.
ويصادف اليوم الخميس، الذكرى السنوية الثانية للمجزرة، حيث نظم أهالي مدينة خان شيخون، وقفة احتجاجية لتذكير المجتمع الدولي والعالم بالجريمة التي ارتكبها نظام الأسد وما زالت آلته العسكرية تحصد المزيد من الأرواح البريئة حتى هذا اليوم.
وقال ’’زياد عبود‘‘ قائد قطاع خان شيخون في فريق الدفاع المدني وأحد المشاركين في الوقفة، في حديثه لحرية برس، ’’يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لمجزرة خان شيخون الكيماوبة الذي راح ضحيتها عشرات الشهداء من النساء والأطفال، ممن استنشقوا رائحة الموت التي أطلقها نظام الأسد على مرأى ومسمع من الجتمع الدولي المتخاذل، ولا يزال المجرم طليقاً دون أي محاسبة مع استمرار قواته ارتكاب المزيد من المجازر بحق أهل المدينة‘‘.
وأضاف العبود، أن ’’هذه الوقفة تأتي بالتزامن مع حملة قصف عنيفة تشنها قوات الأسد على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، التي أسفرت عن استشهاد 53 شخصاً من مدينة خان شيخون خلال الفترة الماضية، فضلاً عن دمار كبير طال منازل المدنيين، ونزوح ما يقارب 90% من سكان المدينة إلى المخيمات المنتشرة بالقرب من الحدود التركية‘‘.
وشدد المسؤول في الدفاع المدني على ضرورة محاسبة المجرم بشار الأسد في محكمة الجنايات الدولية لأنه يعتبر هو المسؤول الأول عن جميع المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري، سواء كان السلاح كيماوياً أو من الأسلحة التقليدية.
وقال ’’محمد المصطفى‘‘ أحد سكان مدينة خان شيخون، ’’فقدت أبي وأمي واثنين من أخوتي بهجوم قوات الأسد الكيماوي على المنطقة، كما أصيب العديد من جيراني أيضاً وبعضهم مات بين يدي‘‘.
وتابع المصطفى: ’’لقد كان يوماً عصيباً، حيث خيم الحزن والسواد أرجاء المدينة، وما من بيت إلا وفقد عزيزاً عليه سواء كقريب أو صديق، وأنا اليوم في هذه الوقفة أتيت لأوكد أن هذا النظام مجرم ولابد من محاسبته على ما اقترفت يداه بحق الأبرياء الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم قالوا لهذا المجرم.. لا‘‘.
بدوره، قال الناشط الإعلامي ’’علاء فطراوي‘‘ أحد الموثقين لمجزرة الكيماوي في خان شيخون، ’’في مثل هذا اليوم، توقفت عشرات سيارات الإسعاف على معبر باب الهوى الحدودي ينتظرون إذن الدخول من الجانب التركي الذي تأخر طويلاً للسماح لهم بالدخول، مما أدى إلى استشهاد العديد من المصابين بسبب التأخر في تلقي العلاج‘‘.
وأضاف فطراوي، أن ’’أحد المصابين فارق الحياة على المعبر أمام أمه التي كانت تبكي بجانبه، حيث اختلطت دموعها بصوتها المتقطع ولم تعد تعرف ما تقول، كما تزامن ذلك مع قدوم عشرات الجرحى بسبب قصف النظام مدينة سلقين شمالي إدلب، ما زاد في أعداد المصابين المنتظرين قرب المعبر، ولكن المفارقة أن بعضهم يخرج منه دماء والبعض الآخر بدون دماء‘‘.
عذراً التعليقات مغلقة