“العفو الدولية”: انتهاكات نظام الأسد في إدلب “جريمة حرب”

فريق التحرير1 أبريل 2019آخر تحديث :
دمار هائل خلفته الغارات الجوية الروسية التي استهدفت منازل المدنيين في بلدة كفريا في ريف إدلب الشمالي – عدسة: علاء فطراوي – حرية برس©

حرية برس:

ندّدت منظمة العفو الدولية بمواصلة قوات الأسد ومليشياته شن هجمات متعمدة على أهداف مدنية استهدفت مرافق طبية ومدرسة في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، التي تشهد تصعيداً في القصف في الآونة الأخيرة، واصفةً هذا الاستهداف بأنه يندرج ضمن إطار “جرائم الحرب”.

وقالت المنظمة، في بيان أصدرته، أن قوات الأسد، بدعم من روسيا، قصفت مستشفى وبنكاً للدم ومرافق طبية أخرى بالإضافة إلى مدرسة وفرن، مضيفة أن الهجمات كانت “في ما يبدو بمثابة هجمات مباشرة على أهداف مدنية أو هجمات عشوائية” خلال الشهر الماضي.

واستهدفت هذه الهجمات، وفق المنظمة التي تحققت من ستة منها، بلدات ومدناً عدة أبرزها “سراقب” و”خان شيخون” و”تلمنس”، وأشارت المنظمة إلى أنها أجرت مقابلات مع 13 شاهد عيان، تحققت من شهاداتهم عبر تحليل مقاطع فيديو وصور عبر الأقمار الإصطناعية.

وأضاف تقرير “العفو الدولية” أن قوات الأسد زادت خلال شهر آذار الجاري وتيرة الاستهداف الجوي للأحياء السكنية في محيط طريق حلب – دمشق الدولي، وشددت على أن هذه الهجمات أجبرت آلاف المدنيين على النزوح إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.

وقالت “لين معلوف”، مديرة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، إن “نظام الأسد يواصل تجاهل قوانين الحرب، وسلامة أرواح المدنيين، بالرغم من مرور 8 سنوات على الحرب في البلاد، لافتة إلى أن الانتصارات العسكرية (للنظام) جاءت بعد مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ودمار للمدن الآهلة بالسكان”.

وأكدت “معلوف” على أن “الهجمات المتواصلة على إدلب تشبه تلك التي وقعت في حلب ودرعا وريف دمشق”، كما اتهمت “معلوف” قوات الأسد باستهداف المشافي والمراكز الصحية والأفران والمدارس، لتجبر السكان على النزوح، كما استخدمت، وبدعم من روسيا، التكتيكات العسكرية غير القانونية ذاتها، التي تؤدي إلى التهجير القسري والنزوح الجماعي.

ووصفت “معلوف” قتل قوات الأسد المدنيين وجرحهم عبر الاستهداف المتعمد لهم ولمنازلهم والمشافي والأفران ومباني الخدمات بـ”جريمة حرب”.

وأوضح التقرير أن نظام الأسد قصف مدرسة بلدة “الشيخ إدريس” في ريف إدلب يوم 26 آذار الجاري، ونقل عن مصدرين من المشفى الميداني أن طفلاً في العاشرة من عمره قتل في القصف، وأصيب طفلان يبلغ أحدهما التاسعة والآخر في العاشرة من عمره بجروح بليغة، كما أكد التقرير، نقلاً عن سكان المنطقة، عدم وجود أهداف عسكرية في محيط المدرسة.

بينما كشف التقرير عن قصف طال تجمع مبان لا تبعد عن بعضها أكثر من 100 متر في مدينة سراقب في ريف إدلب، ويضم التجمع مشفى “الحياة”، وبنك الدم، ووحدة الإسعاف، ومركز الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، حيث أسفر القصف عن إغلاق المشفى ونقل المرضى ذوي الحالات الصعبة إلى مشاف مجاورة، كما تطرق التقرير إلى قصف النظام مشفى في بلدة “تلمنس” وفرناً في مدينة “خان شيخون” في ريف إدلب.

من الجدير بالذكر أن قوات الأسد وميليشيات إيران وطائرات العدوان الروسي تواصل منذ بداية العام الجاري قصفها ريفي إدلب وحماة، في خرق واضح لاتفاق “أستانا” واتفاق “سوتشي” بين روسيا وتركيا، الذي ينص على تثبيت وقف إطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت أكثر من 5 آلاف انتهاك للاتفاق الموقع في العام الماضي بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، الخاص بمحافظة إدلب، حيث نوهت إلى أن المليشيات المرتبطة بروسيا خرقت الاتفاق 4996 مرة، فيما خرقته روسيا بشكل مباشر عبر طائراتها 46 مرة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل