صورتان في الماء
قصيدة للشاعر السوري حكمة شافي الأسعد
هذهِ أنتِ..
لا كلامٌ قليلُ
سوفَ يكفي
ولا قلوبٌ تسيلُ
حَجَرٌ في سكينة الحُلْم يُلقى
وتَشظَّى زجاجُه المستحيلُ
أَفْتِنا في الزجاج يا كاهنَ القلبِ
أَعِدْ ما يقولُه التأويلُ
: سوف تندسُّ في القصائدِ عينانِ
وقد جازَ في الكلام الحلولُ
ثُمَّ نحلٌ يطنُّ في سَبَأ القلب إلى أنْ تعيثَ فيه السيولُ
كلُّ هذا وأنتِ أنتِ..
حريرٌ من تواريخ شامةٍ مغزولُ
بكِ، لو أُخطِئُ الكلامَ، سيأتيني، عجولاً، من الندى تَعديلُ
كم مِنَ العُمْر نشتهي كي يصيرَ الخَصْرُ صيفاً
وكي يَغارَ النخيلُ؟!
لو تمهّلْتِ بالخصور..
فقدْ أَتْعبَ كفّي، من البحورِ، الطويلُ
أسأل الخوفَ: هل يدٌ فوقَ صدري توقفُ الحبَّ لحظةً؟
لا دليلُ
وسوى الحبِّ خلفَ صدريَ حبٌّ
فعلى أيِّ قاتليَّ أميلُ؟!
أَقْصدُ النهرَ كي أرى صُوَرِي بيْضاءَ
لكنّني أراها تَزُوْلُ
وأرى أنَّكِ الغريبُ الذي صار أنا،
أنتِ صُورتي والأصولُ
كنتُ طفلاً يقولُ: غَمّازةُ البِنْتِ حلالٌ
ولا يزال يقولُ
وأقولُ: الحياةُ أَخْصَبُ في الحبِّ
كأنْ سَادَها فراتٌ ونيلُ
وتقولُ: الحياةُ أَدْهَشُ في الحبِّ
كأنْ عادَ سيّدٌ ضِلِّيلُ
وأقولُ: الحياةُ أهدأُ في الحبِّ
كأنْ شاعرٌ وبنتٌ خَجُولُ
وتقولُ: الحياةُ أحزنُ في الحبِّ
كأنْ فجْأةً يَحينُ رحيلُ
وإذاً!.. قدْ يحينُ منكِ رحيلٌ
وكأنْ أنْجبتْكِ منها الخيولُ
وكأنَّ الفصولَ في الحبِّ صفراءُ
أوَ انَّ الخريفَ منكِ سليلُ
فلْتَعُدْ صُوْرتانِ في الماءِ:
وجهٌ غارقٌ في حريرهِ
وقتيلُ.
عذراً التعليقات مغلقة