جدد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، تعهد بلاده بمحاسبة المسؤولين عن قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، أواخر العام الماضي، بصرف النظر عن مستوى هؤلاء المسؤولين.
وقال بومبيو في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، “نواصل الحصول على المزيد من الحقائق حول ذلك، والرئيس ترامب أوضح تماما أنه مستمر في العمل للتعرف على المسؤولين عن جريمة قتل جمال خاشقجي، ومحاسبتهم”.
ولدى سؤاله عما إذا كان ذلك يشمل محاسبة المسؤولين بصرف النظر عن رفعة منصبهم، أجاب بومبيو، “لقد قلت ستتم محاسبة أي شخص”.
وكانت مصادر مطلعة قد قالت يوم 24 من الشهر الجاري، إن المستشار بالديوان الملكي “سعود القحطاني” الذي أقيل من منصبه فيما يتعلق بقتل الصحفي جمال خاشقجي ليس من بين 11 مشتبهاً بهم تجرى محاكمتهم في جلسات سرية في الرياض رغم تعهد السعودية بمحاسبة الجناة.
ووجه النائب العام السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني اتهامات لأحد عشر مشتبها بهم لم يكشف عن أسمائهم وطالب بإنزال عقوبة الإعدام على خمسة منهم لاتهامهم بإصدار أوامر وتنفيذ الجريمة.
وتعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وبعض الدول الغربية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمر بالقتل وهو ما ينفيه مسؤولون سعوديون، وقالت مصادر مطلعة على سير المحاكمة لكنها لم تحضر أي جلسات إن “القحطاني” ليس من بين المتهمين الذين تجري محاكمتهم ولم يظهر في أي من الجلسات الأربع التي انعقدت منذ يناير / كانون الثاني.
وكان “القحطاني” من كبار مساعدي الأمير محمد بن سلمان إلى أن أُقيل من منصبه وفرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات فيما يتعلق بالاشتباه في دوره في الجريمة، وقال مصدران من المخابرات بالمنطقة بعد أسابيع من الجريمة إن القحطاني أشرف على قتل خاشقجي وتقطيع أوصاله بإصدار الأوامر عبر سكايب لفريق مؤلف من عناصر في أجهزة الأمن والمخابرات.
وقال النائب العام السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني إن القحطاني نسق مع اللواء أحمد العسيري نائب رئيس المخابرات الذي أمر بإعادة خاشقجي للسعودية.
وقُتل الصحفي السعودي على يد فرقة اغتيال خاصة مقرّبة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في جريمة بشعة حيث قطِّعت جثته وتم إخفاؤها، بينما اعترفت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول بمقتله، بعد 18 يوماً من الإنكار، وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي، قبل أن تقول إنه قتل وقطعت جثته، بعد فشل مفاوضات لإقناعه بالعودة إلى السعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة، ومطالبات بتحديد مكان الجثة، ومحاسبة الجناة، وخاصة من أمر بالجريمة، وسط اتهامات لولي العهد السعودي بالوقوف خلفها.
عذراً التعليقات مغلقة