عمران الدوماني-حرية برس:
انتقل الصراع الإيراني الروسي في سوريا من ريف حماة إلى مدينة حلب، منذ مطلع الشهر الجاري، بعد اعتقال الشرطة العسكرية الروسية عدداً من عناصر ميلشيا “حركة النجباء” التي تتلقى دعمها من إيران، في وسط مدينة حلب.
وكانت مجموعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، قد اعترضت دورية تابعة للشرطة الروسية، في “جبل عزان” في ريف حلب الجنوبي، ومنعت الشرطة العسكرية الروسية من المرور.
بدوره، صرحَّ النقيب “عبد السلام عبد الرزاق”، المنشق عن إدارة الحرب الكيميائية في صفوف قوات النظام، لـ”حرية برس” أن “الشرطة العسكرية الروسية اعترضت مجموعة تابعة لميلشيا ’حركة النجباء الإيرانية’، واعتقلت 15 عنصراً في وسط مدينة حلب، شهدت المدينة بعدها استنفاراً للميلشيات الإيرانية وقوات النظام”.
وأضاف أن مجموعة تابعة للحرس الثوري الإيراني “منعت دوريات للشرطة العسكرية الروسية من المرور على الطريق المؤدي إلى قاعدة ’السيدة رقية’ في ’جبل عزان’ في ريف حلب الجنوبي، حيث طلب ضباط إيرانيون من الشرطة العسكرية الروسية المغادرة بسبب دخولهم منطقة عسكرية خاصة بالإيرانيين”.
وأشار “عبد الرزاق” إلى أن ” الصراع الروسي الإيراني على امتلاك القرار في سوريا كان واضحاً في الآونة الأخيرة، عن طريق السيطرة على الأرض والمواقع الهامة؛ حيث سيطر الفيلق الخامس التابع لقوات النظام، الذي يتلقى دعمه من روسيا، على جبهات ريف حماة، وأبعد الميلشيات الإيرانية؛ ما أدى إلى انتقال الصراع إلى مدينة حلب، بسبب أهميتها الكبيرة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً”.
وبغية الاحتفاظ بتأثيرها على مسار المفاوضات، بعد خسارتها كثيراً من المواقع العسكرية في الفترة الماضية، احتفظت الميليشيات الإيرانية بوجودها على الجبهات وأعادت نشر قواتها في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، محاولة بذلك أن تعود إلى مفاوضات “سوتشي” بصفتها قوة ثالثة على الأرض السورية يمكنها قلب الطاولة في أي لحظة تستبعد فيها”.
في السياق ذاته، قال المحلل الاستراتيجي والعسكري، العميد “أحمد رحال”، لـ”حرية برس”: “لا يرغب الإيرانيون في الوجود الروسي في سوريا، لكن الحاجة أجبرتهم على ذلك بسبب خروج سلاح قوات النظام الجوي عن الخدمة، ولأن إسرائيل لا تقبل بتحليق طيران إيراني في المجال الجوي للمنطقة”.
ونوّه إلى أنَّ الروس “ليسوا أغبياء للعمل تحت قيادة الإيرانيين وجعلهم يقطفون ثمار جهودهم في سوريا، وأنهم بدؤوا بتحجيم الدور الإيراني في البلاد بعد تمركز قواتهم فيها، وتعاونوا على ذلك مع اسرائيل عن طريق منع أي دور إيراني في سوريا على الصعيدين العسكري والاقتصادي”.
وكانت اشتباكات عنيفة قد نشبت في ريف حماة الغربي، منذ مطلع العام الجاري، هدفت منها روسيا إلى إبعاد إيران عن المواجهة على جبهات ريف حماة الغربي مع فصائل الجيش السوري الحر.
وجرت هذه الاشتباكات بين الفيلق الخامس، الذي يتلقى دعمه من روسيا، والفرقة الرابعة التي تتلقى دعمها من إيران، وقد استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن مقتل عشرات في صفوف الطرفين.
بدورها، عززت ميلشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التابعة لها، قواتها في ريف حلب الشرقي في منطقة “الواحة”، عقب نقل قوات لها من محافظة دير الزور وريفها إلى المنطقة، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر وضباط وعناصر إيرانيين.
ويتركز انتشار الحرس الثوري الإيراني ولواء “باقر” الشيعي، الذي يتلقى دعمه من إيران، في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، بسبب القواعد العسكرية التابعة لهم، بالإضافة إلى بسط سيطرتهم على عشرات القرى في المنطقة وتهجير سكانها.
عذراً التعليقات مغلقة