“وطني مقصلة أعشق سكينها”، بل فاق حبنا للوطن ذلك! ذبحنا الوطن أكثر من مرة موزعة على عدد انكسارات ثورتنا، لكننا كنا نُبعث من جديد في كل مرة! لم نتخلى عن تحطيم القيود المجنزرة لوطننا، ولم نكفر يوماً بثورتنا اليتيمة.
ها نحن ننهي عامنا الثامن بإصرار يوقده الظلم الذي نلاقيه من كل حدب وصوب، ما زال غضب الثوار يملؤنا ثورة، ولم يجد الفقر والموت سبيلاً لإحباطنا، ولا قتل التهجير شيئاً فينا سوى الخوف.
ظلمنا العالم أجمع بصمته عن قول الحق، هزمنا أصحاب الرايات السود، قتلنا أمراء الحرب الذين باعوا القضية والوطن معاً مقابل بعض الدولارات، ولكن أحداً لن يستطيع قتل نزعتنا للحرية الحمراء.
ما زال موتنا مستمراً منذ ثمان سنوات، موت مباح ومبارك دولياً، والطريف أن موالين النظام باتوا يحملون غضباً على النظام ربما يوازي غضبنا يوماً ما، بعد أن جرّعهم كأس الفقر والجوع وانعدام الموارد، أصبحنا نسمع صوت تذمرهم الذي يطالب رأس النظام بحل هذه المشكلات التي لا يملك إلى حلّها سبيلاً!
ومن يدري ربما نتفق معهم يوماً ما على إسقاط هذا النظام الفاشل ولكل منّا أسبابه!
صرخ الموالون “يا سيادة الرئيس بدنا غاز .. بدنا كهربا”، وذلك حقاً أمر مثير للعجب! إذ إننا كشعب ثائر كنا محرومين من هذا الترف على مدى السنوات الماضية، إلى حد أن بعض المناطق سجلوا وفيات سببها الجوع أو البرد، لكن ذلك لم يقدم لنا سبباً للتراجع عن ثورتنا والرضوخ لأوامر النظام، إلا أن هشاشة موقف الموالين للنظام أجبرهم على الخروج عن صمتهم والشكوى من إدارة النظام لهذه الأزمة كما يحلو لهم تسميتها..
اليوم بعد مضي كل هذه السنوات التي لا أحبّذ وصفها بالمريرة، فقد كانت سنوات حياة بعيداً عن الخوف والترقب لاعتقال مفاجئ، أصبحت الثورة مشتعلة أكثر، بدليل المظاهرات التي لم تمت حتى في المناطق التي استولى عليها النظام مؤخراً بمساعدة حليفه الروسي.
الثورة فكرة.. والفكرة لا ولن تموت، شعبنا شعب ثورة حرة حتى أعتى سيناريوهات الموت لن يزحزحه عن ثورته..
ذكرى الثورة ليست يوماً للحزن أو البكاء على الأطلال، هو يوم للفرح والاحتفال بصمود شعبنا الحر.
Sorry Comments are closed