صعوبات تجبر مربي الأسماك في سهل الغاب على ترك المهنة

فريق التحرير12 مارس 2019آخر تحديث :
يشتهر سهل الغاب بانتشار عشرات المزارع المخصصة لتربية الأسماك – عدسة مصطفى أبو عرب – حرية برس©

مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس

تشتهر منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي بتربية الأسماك، حيث تعد مصدر دخل رئيس لكثير من العائلات ومصدر دخل وحيد لبعضها، لكن هذه المهنة تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بسبب صعوبة التصريف وارتفاع اسعار الأدوية.

يقول “سعد السلوم”، أحد مربي الأسماك في سهل الغاب، في حديثه لـ”حرية برس” إن “تربية الأسماك في سهل الغاب حالياً باتت تقتصر على تربية أربع أنواع من السمك وهي (سمك الكرب أو كما يعرف بين الأهالي الناصري، سمك المشط، سمك السلور، بالإضافة الى السمك الفضي)، وباتت هذه المهنة خاسرة بالمقاييس كلها، حيث نواجه صعوبة في تأمين الأعلاف بسبب غلاء سعرها، إذ أن أسوأ أنواع العلف وهو النخالة أصبح ثمن الكيلو غرام منه ما بين 80 إلى 110 ليرة سورية، أما الأعلاف المركبة التي تحتوي على الفيتامينات والبروتينات أصبحت باهظة الثمن”.

وأضاف “السلوم” أن “التصريف أحد أهم الصعوبات العديدة التي يعاني مها مربو الأسماك في المنطقة، حيث أن مطاعم الشمال السوري مغلقة في فصل الشتاء، أما بالنسبة إلى التصريف في مناطق سيطرة نظام الأسد فهو مكلف جداً، إذ أن طن السمك يكلف تصريفه 500 ألف ليرة سورية، كما أن الأسواق المحلية في المناطق المحررة باتت تعتمد بشكل كبير على سمك البلطة المجمد والمستورد من تركيا بسبب انخفاض سعره، رغم أنه يعد من أسوأ أنواع الأسماك”.

وأشار “السلوم” إلى أن “أمراض الأسماك الشائعة في المنطقة تحتل مكانة مهمة في الصعوبات التي نواجهها ومنها “مرض التهاب الأمعاء لدى سمك المشط ومرض تعشب الغلاصم، ومرض الجمرة لدى سمك الكرب، وهو عبارة عن بؤرة حمراء اللون تحفر موضعها حتى تثقب جدار معدة السمكة وتؤدي إلى هلاك السمكة، ويكمن علاج مرض الجمرة بالملح حيث نعقم السمك بالملح قبل التربية وهو أفضل علاج متوفر حالياً”.

وأكمل “السلوم” حديثه قائلاً إن “الأسماك تحتاج من يوم إلى سنتين حتى تنضج وتباع في الأسواق، وتحتاج السمكة إلى حوالى 3 كيلوغرام من العلف المركب لتنتج 1 كيلو من اللحم، أما النخالة فتحتاج إلى 12 وحتى 15 كيلوغرام لتنتج كيلو من لحم من السمك، وبحساب بسيط  لسعر الأعلاف وغلائها وأسعار المبيع، إن وجد سوق للتصريف، تكون النتيجة أن تربية الأسماك في سهل الغاب باتت خاسرة بشكل كبير، وهذا ما أدى إلى عزوف كثير من مربي الأسماك عن المهنة”.

من الجدير بالذكر أن إنتاج الاسماك في سهل الغاب انخفض خلال الأعوام القليلة الماضية بشكل كبير، نتيجة القصف المتواصل الذي تشنه قوات الأسد وميليشياته على قرى وبلدات سهل الغاب، ونزوح الأهالي إلى المناطق الآمنة في شمالي إدلب.

مزرعة لتربية الأسماك في سهل الغاب – عدسة مصطفى أبو عرب – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل