ياسر محمد – حرية برس
تتكشف يوماً بعد يوم خفايا استقدام رأس النظام “بشار الأسد” إلى إيران، والتي تسببت باستقالة وزير خارجية طهران، جواد ظريف، بسبب عدم إبلاغه بها، قبل أن يعدل عن استقالته لاحقاً، إلا أن خفايا جديدة تظهر تباعاً، في محاولة لتصوير “الزيارة” على أنها “نصر كبير لمحور المقاومة”!.
فيوم الخامس والعشرين من شباط الفائت، تم شحن “بشار الأسد” على متن طائرة إيرانية إلى طهران، من قبل “الحرس الثوري” الذي لم يبلغ حتى الرئيس الإيراني بالزيارة إلا قبل يوم واحد، على الرغم من التخطيط لها منذ مدة طويلة، كما نقلت وكالة “سبوتينك” عن صحيفة “صبح نو” الإيرانية.
ووصل مع “الأسد” على الطائرة نفسها مهندس الزيارة قائد ما يسمى “فيلق القدس”، قاسم سليماني، الحاكم الفعلي لسوريا الأسد كما يُقال.
وتوجه سليماني بضيفه السري مباشرة، وبمرافقة قوات حماية صغيرة غير لافتة، إلى مقر إقامة المرشد “علي خامنئي” الذي كان يعرف وحده هوية الضيف، فيما يجهل أقرب المقربين إليه من هو الزائر، وهذا ما حال دون وجود علم سوريا الأسد في اللقاء!، وفق التحليل الفانتازي لرواية الصحيفة.
وتابعت “سبوتنيك” نقلاً عن الصحيفة الإيرانية أن “الأسد” توجه بعدها بالطريقة نفسها إلى مقر إقامة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي علم بالزيارة قبل يوم واحد، ولم يبلغ مدير مكتبه أو وزير خارجيته، وهو السبب أيضاً في عدم وجود علم نظام الأسد، إذ إن قسم التشريفات لم يكن على علم بالزيارة!، ما استدعى استقالة وزير الخارجية، جواد ظريف، الذي شعر بالإهانة، قبل أن يعدل عنها لاحقاً بعد استرضائه!.
وواصلت صحيفة “صبح نو” سرد عجائبيات الزيارة بالقول إن “بشار الأسد” غادر طهران بعد أربع ساعات رفقة قاسم سليماني، فيما تم احتجاز الصحفيين الذين صورا وقائع الزيارة لحين وصول “بشار” إلى دمشق، وتلقي إذن من قاسم سليماني بنشر الخبر والصور.
وخلصت الصحيفة -وهو الأهم- إلى أن استقدام “الأسد” إلى طهران بهذه الطريقة يعد “انتصاراً كبيراً لمحور المقاومة”، وللجهاز الأمني العسكري الإيراني، إذ إن “الأسد” كان مهدداً من قبل “الجماعات التكفيرية” و”العدو الصهيوني” الذي لم يكن ليتوانى عن قصف الطائرة التي تقله!.
وأمس الأحد، وفيما يبدو تكريماً له على عملية الاستقدام، قلد مرشد النظام الإيراني، علي خامنئي، قائد “فيلق القدس في “الحرس الثوري”، قاسم سليماني، أرفع وسام حربي في إيران.
وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية أمس، فإن خامنئي، القائد العام للقوات المسلحة، منح سليماني وسام “ذو الفقار” الذي يعد أرفع وسام فخر في إيران.
وأعرب ممثل الولي الفقيه في فيلق “القدس”، علي شيرازي، في رسالة وجهها إلى سليماني عن فخره “لما حظيت به من رضا قائد الثورة الإسلامية على خدماتك الصادقة والمخلصة”.
ويقاتل “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، والذي يقوده قاسم سليماني منذ عام 1998، إلى جانب قوات الأسد منذ عام 2013، كما يشرف على ميليشيات شيعية أجنبية، أبرزها “لواء فاطميون” الأفغاني و”لواء زينبيون” الباكستاني و”حزب الله” اللبناني، إلى جانب ميليشيات عراقية، كما ينشط دعوياً من خلال إنشاء “الحسينيات” ومراكز تعليم الأطفال المذهب الشيعي في مناطق سيطرة قوات الأسد.
وفي استمرار لاجترار “نجاحات” الزيارة، قال سفير النظام الإيراني لدى نظام الأسد، جواد ترك آبادي، اليوم الاثنين، إن “القيادتين السورية والإيرانية دائماً على تواصل”، وأعتقد أن زيارة الأسد إلى طهران كانت زيارة موفقة وناجحة جداً وأعطت بوضوح دلالات تشير إلى عمق المحبة والود الذي يكنه كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا قيادة وشعباً”.
وتوقع آبادي أن يقوم رئيس النظام الإيراني، حسن روحاني، بزيارة قريبة إلى دمشق، وهو ما من شأنه أن يزيد حدة الاستقطاب وتباعد المحاور بين إيران وروسيا في سوريا، حيث ظهر جلياً في الآونة الأخيرة تضارب المصالح، خصوصاً بعد اتفاق روسيا مع “إسرائيل” على تفعيل خطط لإخراج كل القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك إيران.
عذراً التعليقات مغلقة