“الركبان” يفضح روسيا.. وخلاف موسكو – طهران يظهر للعلن

فريق التحرير6 مارس 2019Last Update :
Photo: Sputnik

ياسر محمد – حرية برس

اعترف مسؤول في الخارجية الإيرانية بوجود خلاف مع روسيا في سوريا، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إظهار هذا الموضوع للعلن، فيما تصاعدت حدة التوترات وتبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو حول مخيم “الركبان” الصحرواي الذي تريد روسيا ونظام الأسد تفكيكه بأي ثمن، بينما يصر أهله على رفض العودة إلى مناطق سيطرة النظام خلافاً لادعاءات روسيا.

وفي التفاصيل؛ أعلن المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، حسين جابري أنصاري، أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين طهران وموسكو بما يخص إسرائيل، مؤكداً على وجود مصالح مشتركة مع روسيا في سوريا.

وقال أنصاري في تصريحات لصيحفة محلية: “لم تكن روسيا في أي وقت إلى جانب إيران فيما يتعلق بإسرائيل حتى نعتبر تصريحات السيد سيرغي ريابكوف اليوم أمراً جديداً، لكن نحن في سوريا وجدنا أننا نمتلك في بعض الأمور مصالح مشتركة مع روسيا”.

وأوضح: “إذا كانت إيران وروسيا في سوريا، أو في بعض القضايا الإقليمية الأخرى، قد وجدت تداخلاً والتعاون على أساس المصالح المشتركة، لا يعني إنكار الخلافات والتناقضات الأخرى بين إيران وروسيا في سوريا”.

وكان المسؤول الإيراني يرد على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قبل مدة، والتي قال فيها إن روسيا حريصة على أمن “إسرائيل” وتعتبره أهمية قصوى بالنسبة لها.

وفي كانون الثاني الماضي، قال ريابكوف لقناة “سي إن إن” الأميركية، إن “روسيا ليست حليف إيران في سوريا، وإنما يعمل الطرفان معاً في إطار محادثات أستانا حول سوريا”،معتبراً أن “موسكو لا تتفق مع إيران في أجندتها المعادية لإسرائيل”.

كما اتهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، القوات الروسية بتعطيل منظومة “إس300” في سوريا أثناء الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية فيها.

ويرى محللون أن اتفاق بوتين- نتنياهو مؤخراً على إخراج القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك إيران، أخرج الخلاف الروسي الإيراني إلى العلن.

في سياق آخر، وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبقاء جزء من قوات بلاده في سوريا، وتوقع عسكريين المحافظة على الوجود الأميركي في قاعدة “التنف” الصحراوية، صعّدت روسيا ونظام الأسد تجاه واشنطن متهمينها بمحاصرة نازحي مخيم “الركبان”!.

إلا أن سكان المخيم الذين يفوقون الخمسين ألف مدني كذبوا الرواية الروسية، وقالت إدارة المخيم التي تمثلهم، يوم الأحد، إن روسيا تمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات إلى المخيم، للضغط على النازحين وإجبارهم على العودة قسرياً إلى مناطق سيطرة النظام.

 

وأضاف البيان أن روسيا “ترتكب جريمة إبادة جماعية حسب القانون الدولي، تفوق بخطورتها استخدام الأسلحة الكيميائية، وأن القانون الدولي الإنساني حظر ترهيب السكان المدنيين”.

فيما زعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الموقف الأمريكي من مخيم “الركبان” يوحي بأن واشنطن بحاجة إلى تبرير وجودها غير القانوني في المنطقة.

وأضاف لافروف: “حقيقة أن الأميركيين في حاجة فقط إلى قافلة إنسانية من دمشق، وأنهم لا يسمحون للناس بالخروج، في واقع الأمر، ويحتجزونهم كرهائن، يقود إلى التفكير بشيء واحد، وهو أن الأمريكيين يحتاجون إلى مخيم اللاجئين هذا من أجل مواصلة تبرير وجودهم العسكري غير القانوني هناك”!.

وفي بيان لما يسمى “هيئات التنسيق الروسية المشتركة”، اليوم الأربعاء، اتهمت روسيا ونظام الأسد الولايات المتحدة بإفشال إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المخيم.

وجاء في البيان أن “قيادة التشكيلة الأمريكية في منطقة التنف، لم تأخذ على عاتقها مسؤولية توفير المرور الآمن لسيارات القوافل عبر المنطقة، ما أحبط تنفيذ عملية إنسانية غاية في الأهمية لإنقاذ المواطنين السوريين الموجودين في المخيم”. واعتبر البيان أن السكان محتجزون بشكل غير قانوني من قبل الولايات المتحدة.

إلا أن سكان المخيم أكدوا في أكثر من رسالة ونداء للمجتمع الدولي رفضهم المطلق للعودة إلى مناطق سيطرة النظام وروسيا، ولم يخرج مدني واحد منهم عندما فتحت روسيا “ممرين إنسانيين آمنين” قبل أسابيع!.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل