تركيا تصر على قيادة “المنطقة الآمنة” وتنشر نقاطاً جديدة في إدلب

فريق التحرير26 فبراير 2019آخر تحديث :
رتل عسكري تركي يتوجه إلى تل الطوقان في ريف إدلب الشرقي لإنشاء نقطة مراقبة جديدة في إطار اتفاقية خفض التصعيد، 9 فبراير 2018 – عدسة علاء الدين فطراوي

ياسر محمد- حرية برس:

تصاعد الجدل بيت تركيا وروسيا حول الأدوار المحتملة في “المنطقة الآمنة”، المزمع إنشاؤها شرقي الفرات، لتعويض الانسحاب الأميركي، فيما قالت مصادر صحفية إن تركيا ستنشر 6 نقاط عسكرية جديدة في منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، محاولة تكريس الوضع القائم وطمأنة السكان المتخوفين من هجوم النظام وحلفائه على المنطقة.

وفي رد على خطة موسكو التي تقضي بنشر وحدات عسكرية روسية في “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، قال وزير الخارجية التركي، “جاووش أوغلو”، إن “المنطقة الآمنة خلف حدودنا مباشرة، لذا يجب أن تقود تركيا هذه العملية”، مستدركاً: “نعمل دائماً مع روسيا وسنواصل العمل مع الأمن والجيش الروسيين”.

وأوضح “جاووش أوغلو”، في تصريحات لوكالة “نوفوستي” الروسية، أمس، أن تركيا تعمل على إنشاء منطقة آمنة “لم تحدد مساحتها بعد، نحن نعمل مع روسيا والولايات المتحدة والشركاء بصيغة آستانا”، كاشفاً أن فرقاً فنية روسية وتركية التقت مرات لبحث هذا الموضوع، معرباً عن تقديره أن روسيا “تتفهم مخاوف تركيا الأمنية، ونحن مستمرون في العمل”.

من جهته، رفض ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطية، “مسد”، الخطتين الروسية والتركية، وقال الرئيس المشترك للمجلس، “رياض درار”، إن الاقتراح الروسي بنشر شرطة عسكرية روسية في المنطقة العازلة بين تركيا وسوريا “جاء متأخراً”، وقال لصحيفة “الحياة” إن “قوات حفظ سلام دولية هي الأفضل للمنطقة، ولا تحتاج إلى العودة إلى شيء اسمه المنطقة العازلة، فهي يمكن أن تنتشر على الحدود لتأمين عدم التدخل من أي طرف”.

في السياق نفسه، توقعت صحيفة “خبر تورك” التركية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن تستضيف إسطنبول خلال عام 2019 الجاري، قمة ثلاثية تركية أميركية روسية، على ضوء الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، وتنسيق ذلك بالتفاهم المشترك، حيث ظهرت المؤشرات مع دعوة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” نظيره الأميركي “دونالد ترامب” إلى زيارة تركيا، وتقييم الأخير لهذه الزيارة.

وفي إدلب، حيث يواصل نظام الأسد التصعيد العسكري منذ أكثر من أسبوعين، مستبباً بموت مدنيين يومياً، قالت مصادر صحفية إن الجيش التركي يعتزم نشر ست نقاط مراقبة في بلدتين في ريف إدلب الشرقي، إلى جانب النقاط الـ12 الرئيسة التي نشرها بموجب اتفاق “أستانا”.

ونقلت صحيفة “عنب بلدي” عن “مركز إدلب الإعلامي” اليوم الثلاثاء، أن النقاط سوف تُنشر في قريتي “تل الطوقان” و”تل السلطان” غرب “أبو الظهور”، على الطريق الواصل بين مدينة سراقب وبلدة “أبو الظهور”.

وأضاف المركز أن القوات التركية استطلعت، أمس الاثنين، مكان النقاط الست، على أن تبدأ بإنشائها في الأيام المقبلة.

وأوضح مدير المركز، “عبيدة أبو البراء”، في تصريحات صحفية، أن الجيش التركي نشر “كرفانات” مسبقة الصنع في الأماكن التي سيثبت فيها نقاط المراقبة.

وقال إن الحديث عن نشر نقاط المراقبة، جاء اعتماداً على النقاط التركية التي نشرتها تركيا على طول الشريط الشرقي لمحافظة إدلب.

يذكر أن وسائل إعلام تركية قالت، في مطلع الأسبوع الجاري، إن تركيا ستسيِّر دوريات على حدود منطقة “خفض التصعيد” في إدلب وجوارها، للحد من هجمات قوات الأسد، إلا أن ذلك لم يحدث بعد، في ظل استمرار القصف الذي يودي بحياة مدنيين يومياً، خصوصاً في قضاءي خان سيخون ومعرة النعمان، الأمر الذي أدى إلى نزوح ما يقارب 25 ألف عائلة من تلك المناطق إلى المنطقة المحاذية للحدود السورية التركية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل