هيئات مدنية وسياسية تدين انتهاك الأسد المنطقة العازلة في إدلب

فريق التحرير19 فبراير 2019آخر تحديث :
تواصل قوات الأسد خرق اتفاق المنطقة العازلة في محافظة إدلب وما حولها – أرشيف

عائشة صبري – حرية برس:

أدان فريق ’’منسقو استجابة سوريا‘‘ في بيان لهم، اليوم السبت، استمرار خروقات نظام الأسد وميليشياته الموالية في المنطقة ’’منزوعة السلاح‘‘ في محيط محافظة إدلب، كما أدانت ’’الهيئة السياسية‘‘ في محافظة إدلب هذه الانتهاكات في بيان منفصل.

وقال المهندس ’’محمد حلاج‘‘، مسؤول عمليات التتبع والتقارير في فريق منسقي الاستجابة، في حديثه لحرية برس، إن ’’للنزوح مراحل عدة، حيث ينزح السكان في المرحلة الأولى إلى محيط القرية أو المدينة عند القصف، كما يحدث حالياً في خان شيخون بعد أن قصفت قوات الأسد المنطقة عصر اليوم، ما أسفر وقوع 6 شهداء وعدد من الجرحى، وفي حال تكرار القصف ينزح الأهالي ضمن المنطقة أبعد قليلاً‘‘، موضحاً أن أهالي ’’التح – جرجناز – الرفة – التمانعة – أم الخلاخيل وغيرها‘‘ نزحوا إلى ريف معرة النعمان، كما توجه النازحون بأعداد قليلة إلى مناطق جبل الزاوية ومدينة إدلب ومخيمي ’’ساعد وميزناز‘‘.

وفيما يخص آلية عمل الفريق، أوضح ’’حلاج‘‘ أن لديهم باحثين ميدانيين على مبدأ مراسلي الوكالات الإعلامية، وتكون مهمة الباحث الإبلاغ عن أي حالة نزوح أو قصف أو وضع إنساني، ويزودهم بتقارير دورية عن الأوضاع في منطقته، مضيفاً ’’بشكل عام حاولنا إبقاء أكبر عدد ممكن من الباحثين في المنطقة العازلة لرصد خروقات نظام الأسد، ومن ثم نصدر البيان بناءً على تقارير الباحثين‘‘.

وحول المساعدات المقدمة للفريق، أكد المسؤول أن ’’عمل الفريق تطوعي وليس هناك أي مساعدات، حيث يعطينا الباحث الميداني الأخبار بدقة من خلال تواصلاته مع الجهات المعنية في منطقته‘‘، مطالباً كافة المنظمات والهيئات الإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل للاستجابة للمدنيين في المناطق التي نزحوا إليها.

وتحدث ’’حلاج‘‘ حول الصعوبات التي تواجه الفريق قائلاً: ’’إن أهمها (الوضع الأمني)، فالباحث شخص مدني، ويمكن أن يتعرض إلى إصابة أو وفاة في أثناء القصف، أو إلى حادثة خطف مقابل فدية مالية، أو اغتيال، كما يحدث حالياً لموظفي المنظمات الإنسانية في الداخل، بالإضافة إلى نقص التمويل حيث أن عمل الباحث تطوعي ويقدم التقارير دون أجر، وبحاجة دائماً إلى التمويل‘‘.

وفي سياق متصل، أدانت ’’الهيئة السياسية‘‘ في محافظة إدلب هذه الانتهاكات في بيان منفصل، وذكرت أن الهجمات الأخيرة على منطقة خفض التصعيد في إدلب أدت إلى وقوع أكثر من 50 شهيداً خلال القصف والمجازر، أبرزها جرجناز ومعرة النعمان، كما أسفر ذلك عن نزوح 200 ألف نسمة من السكان، فيما طالبت الحكومة التركية الضامنة لاتفاق هذه المنطقة بتحمل مسؤولياتها والعمل مع شركائها لوقف الخروقات المتكررة، كما طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري لوقف هذا الإجرام الممنهج.

وقال ’’عبدالله حج سليمان‘‘، رئيس ’’الهيئة السياسية‘‘ في إدلب لحرية برس، ’’منذ بداية اتفاق خفض التصعيد وفصائل المعارضة ملتزمة بتطبيق بنوده، ولكن ميليشيات الأسد تخرق الاتفاق بين الحين والآخر بالقصف المدفعي على مناطق خفض التصعيد، هادفة إلى إلغاء هذا الاتفاق وإفشاله‘‘.

وأضاف حج سليمان، ’’طالبنا الحكومة التركية بوضع حدٍّ لهذه الخروقات سواء بالردّ المباشر على مصادر النيران، أو بالضغط على روسيا الضامنة لميليشيات الأسد، لأن هذه الخروقات كانت سبباً في تهجير أكثر من مئتي ألف مدني، وفي حال استمرارها تُهدد ما يقارب نصف مليون مدني بالنزوح‘‘.

وطالب فريق ’’منسقو استجابة سوريا‘‘ في بيانه، كافة الدول والجهات المعنية بالضغط بشكل مؤثر على روسيا لإيقاف تلك الأعمال العدائية المستمرة، وكرر أن مناطق الشمال السوري غير قادرة على تحمل موجات نزوح جديدة، وخاصة مع الكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة التي تجاوزت أكثر من 4.7 مليون نسمة حسب الإحصائيات الأخيرة.

ووثق الفريق استهداف أكثر من 25 منطقة في ريف إدلب و26 منطقة في ريف حماة و10 مناطق في ريف حلب، وتسببت تلك العمليات العدائية بنزوح أكثر من 85% من السكان المدنيين إلى مناطق أكثر ’’استقراراً‘‘، فيما يعمل الفريق على تتبع حركة النازحين حديثاً وإحصائهم ومعرفة أهم احتياجاتهم الإنسانية العاجلة.

كما تسببت الأعمال العدائية التي ترتكبها قوات نظام الأسد، بوقوع عشرات الضحايا ومئات الجرحى من المدنيين، ودمار كبير في البنى التحتية والأحياء السكنية في تلك المناطق، وإعلان بعض القرى والبلدات منكوبة، كالتح وجرجناز والتمانعة وكفرزيتا وغيرها من المناطق الأخرى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل