ياسر محمد – حرية برس
اعترف نظام الأسد بخسارته رهان “التطبيع” العربي والدولي الذي كان يعول عليه، بدعم من روسيا والدول العربية التي تقود الثورات المضادة.
وقال نائب وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، أمس الأحد، “ما أثير حول عودة سوريا (نظام الأسد) إلى الجامعة العربية وعودة السفارات، كل ذلك نتابعه ونعمل على تحقيقه، لكن الضغوط التي تُمارس إقليمياً ودولياً تحول دون ذلك”.
وأضاف في تصريحات نقلتها معرفات وزارة خارجية الأسد على فيسبوك: إن هناك دولاً “تحاول فرض شروط على دمشق (نظام الأسد) من أجل إعادتها إلى مقعد الجامعة العربية”، دون أن يسميها.
ويأتي كلام المقداد تزامناً مع جهود دولية تقودها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لفرملة قطار التطبيع مع نظام الأسد، بعدما شهد هذا المسار فورة نهاية العام المنصرم بإعادة دولة الإمارات ومملكة البحرين علاقاتهما الدبلوماسية مع النظام، وزيارة الرئيس السوداني المفاجئة عمر البشير لرأس النظام وتطوير الأردن علاقاتها الدبلوماسية بعد الاقتصادية أيضاً.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الاثنين، إن واشنطن وعواصم أوروبية كثفت اتصالاتها مع دول عربية لـ”ضبط التطبيع” مع نظام الأسد، ووضع شروط سياسية أمام ذلك، عبر تحديد سقف مشترك خلال القمة الأوروبية – العربية المقررة في مصر يومي 24 و25 من الشهر الحالي.
حيث تمسكت الدول الأوروبية بوضع “بنود الحد الأدنى سياسياً” والتي تتعلق بتنفيذ القرار الدولي 2254، ودعم المبعوث الدولي غير بيدرسون، وتحقيق تقدم بالعملية السياسية، ذلك بهدف ضبط “التطبيع العربي مع نظام الأسد”.
وخلصت الصحيفة إلى أن الاتجاه حالياً هو “فرملة التطبيع”. وأعربت مصادر دبلوماسية عن اعتقادها بأن هناك قراراً عربياً توافقياً بـ”التريث”، سواء في الصعيد الثنائي أو الجماعي إزاء التطبيع مع النظام، مشيرة إلى أن “التريث” جاء لأسباب عدة؛ بينها “تشدد دمشق سواء فيما يتعلق بالحديث علناً أنها لن تقدم طلباً إلى الجامعة العربية للعودة إليها، أو عبر التصعيد الإعلامي بأن العرب يجب أن يعودوا إلى دمشق، وليس سوريا التي تعود إلى العرب”، إضافة إلى “التشدد في مسيرة العملية السياسية، وعدم تقديم مرونة لتشكيل لجنة دستورية بموجب اقتراحات الأمم المتحدة”، كما أشارت مصادر إلى أن الضغط الأميركي الأوروبي كان له دور رئيسي في كبح توجهات التطبيع العربي.
فقد نجحت فرنسا في كبح جماح مصر التي كانت تريد عودة نظام الأسد إلى حظيرة الجامعة العربية بأسرع وقت، حيث أبلغ وزير الخارجية المصري ،سامح شكري، المسؤولين الفرنسيين خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر الأسبوع الماضي، أن مصر لا تؤيد عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية في قمة تونس (المقررة في آذار القادم). وقال شكري إنه لا يرى لماذا يُسمح لسورية أن تعود إلى الجامعة العربية وتُكافأ، خصوصاً أن النظام يرفض المشاركة بأي مسار سياسي للحل.
ويخالف الموقف المصري المتشدد مواقف دولتين رئيستين في الحلف الرباعي العربي (الإمارات والبحرين)، فيما يتوافق مع الموقف السعودي الذي يرى ضرورة التريث حتى الآن.
وكان ملك الأردن ناقش الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية عرب ملف إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، في نقاش مفتوح غير رسمي، وقال دبلوماسي مصري شارك في الاجتماعات إن موقف رأس النظام “بشار الأسد” من القادة العرب يلعب دوراً رئيساً في عدم إعادته إلى حظيرة الجامعة العربية، وهو الذي وصفهم سابقاً بـ”أنصاف الرجال”، ويواصل التهجم عليهم في كل مناسبة.
Sorry Comments are closed