نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولِين أمريكيِّين قولهم: إن “الولايات المتحدة تريد تشكيل ائتلاف من الدول الغربية، لإنشاء منطقة عازلة جديدة شمالي سوريا، غير أن هذا الاقتراح قوبل برفض تلك الدول، رغم أن المقترح تضمَّن وعداً بتقديم مساعدات عسكرية أمريكية”.
وأوضحت الصحيفة أن “هذا المقترح الذي لم يُكشف عنه سابقاً، يعد تحدياً آخر يواجه المسؤولين في إدارة ترامب، التي ترغب في الانسحاب من سوريا، مع محاولتها تجنُّب أي آثار سلبية محتملة لهذا الانسحاب، وضمن ذلك عودة تنظيم داعش، أو اندلاع حرب بين المليشيات الكردية وتركيا”.
الإدارة الأمريكية تأمل، وفقاً للصحيفة، “إقناع الحلفاء، ومن ضمنهم بريطانيا وفرنسا وأستراليا، بتحمُّل المسؤولية في شمالي سوريا، لمعالجة المخاوف التركية من الانفصاليين الأكراد في سوريا، مع الإبقاء على القوات التركية بعيدة عن مقاتلي الأكراد السوريين الذين تدعمهم الولايات المتحدة، والذين يقاتلون تنظيم داعش”.
تركيا كانت قد اعترضت على التعهدات الأمريكية بإنشاء منطقة آمنة خاصة بها، وكان ترامب قد أشار إلى نجاح ألفي جندي أمريكي في مهمتهم المتعلقة بضرب تنظيم الدولة، وأعلن في ديسمبر الماضي، رغبته في الانسحاب من تلك المنطقة، وهو تحرك انتقده الجمهوريون والديمقراطيون؛ على اعتبار أن مثل هذا التحرك سابق لأوانه.
ولم يتشاور ترامب في قرار سحب قواته من سوريا، مع أكثر من 70 دولة تشكل جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة؛ وهو ما أدى إلى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي عبَّر عن مخاوفه من تأثير مثل هذه القرارات الأحادية في الحلفاء وغيرهم.
“وول ستريت جورنال” تنقل عن دبلوماسي أوروبي قوله إن الولايات المتحدة تجري محادثات نشطة مع الدول الأوروبية؛ بشأن إقامة منطقة عازلة، لكنه قال إنه لا يوجد رد رسمي حتى الآن، وإن المحادثات مستمرة، ولم تتم تسوية أي شيء.
ومن المقرر أن يستضيف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وزراء خارجية دول التحالف، الأسبوع المقبل، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.
وتأتي دعوة ترامب بهدف الحصول على مساعدة الحلفاء، في الوقت الذي يزور فيه مسؤول كردي سوري كبير واشنطن، لحث إدارة ترامب على إبطاء سحب القوات، ومنع تركيا من الاستيلاء على مناطق شمالي سوريا، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
وتابعت: “إلهام أحمد، وتمثل الذراع السياسية للقوى الديمقراطية السورية، التي كانت تقاتل (تنظيم) الدولة بدعم عسكري أمريكي، قالت إن المسلحين لم يُهزموا بعد، ولديهم خلايا نائمة في شمال شرقي سوريا، وأوضحت خلال زيارتها واشنطن، أن الأكراد يطالبون الحكومة الأمريكية بإبطاء الانسحاب”.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه بموجب الخطة الأمريكية التي عُرضت على الحلفاء، ستعمل قوات التحالف على إنشاء منطقة مراقبة عازلة شمالي سوريا تصل إلى نحو 20 ميلاً جنوبي الحدود التركية، وتمتد من نهر الفرات باتجاه الشرق إلى الحدود مع العراق.
وأضافت: “في مقابل ذلك، تقدم الولايات المتحدة الدعم على شكل استخبارات ومراقبة واستطلاع، وتقديم الدعم من خلال طائرات من دون طيار وغيرها من التقنيات، بالإضافة إلى المساعدة العسكرية الأخرى، وضمن ذلك وجود قوى الرد السريع في حال حدوث خطأ ما”.
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين قولهم: إن “الولايات المتحدة يمكن أن تقدم الدعم اللوجيستي مثل إجلاء المصابين، ويمكنها أن تتمركز في نقطة قريبة من سوريا وهي العراق المجاور”.
لكن المسؤولين الأمريكيين، وهُم من البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، رفضوا، بحسب الصحيفة، التعليق على هذا المقترح، في حين قال وزير الدفاع بالوكالة بات شاناهان: إن “واشنطن تتحدث مع عدد من العواصم الأجنبية بشأن دعم شمالي سوريا، بالإضافة إلى مناقشات مهمة للغاية مع نظرائنا من القوات الديمقراطية السورية”.
- المصدر: الخليج أونلاين
عذراً التعليقات مغلقة