خرج رئيس النظام السوري بشار الأسد، من العاصمة دمشق، أمس الأربعاء، ليقوم بزيارة خاطفة إلى مدينة حمص، بغية تأدية صلاة عيد الفطر السعيد، في جامع الصفا بحي عكرمة الموالي. العيد الأول للأسد خارج العاصمة في السنوات الماضية، حضره رجال دين من الطوائف الإسلامية ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون، ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، ومحافظ حمص طلال برازي.
وقد بثّ التلفزيون السوري الرسمي أداء الأسد صلاة العيد، عقب انتهائها بنحو ساعتين، رغم إعلانه سابقاً بأنه سينقل صلاة العيد مباشرة. وأظهرت اللقطة الأولى الرخامة التي كتب عليها مسجد الصفا، لتنتقل الصورة مباشرة لداخل المسجد، فيظهر محافظ حمص وإلى جانبه المفتي، وهما يستقبلان الأسد ووزير الأوقاف إضافة إلى بعض الأشخاص، في حين يصطف بضع عشرات من الأشخاص بانتظار دخول الأسد. واللافت في الأمر أنه أثناء دخول رئيس النظام، كان من يصطف على المدخل يقف ورأسه إلى الأمام وكأنها وقفة عسكرية، ما يدل على أن الحضور لم يكن من المواطنين العاديين. كما قطع التلفزيون الرسمي بثه المباشر المزعوم، من مسجد الصفا حين كان الأسد يسلم على بعض الحضور. وفي الصفوف الأمامية كان يقف إلى جانب الأسد ومسؤوليه عدد من رجال الدين ومشايخ العشائر، وأدى كل منهم صلاة العيد بحسب مذهبه.
أما إمام المسجد عصام المصري، فقد خصص خطبة العيد لمدح الأسد وزيارته لقواته في ريف دمشق قبل أيام وزيارة حمص، كما تحدث عن الإرهاب ووقوف حمص بوجهه. واعتبر المصري أن “زيارة الأسد لحمص تؤكد تعافي حمص من الإرهاب وعودة الحياة لأسواق حمص وأحيائها ومساجدها وكنائسها”، على حد قوله. ويبدو أنها الرسالة الأهم التي أراد الأسد إيصالها لجمهوره في حمص، أي عن “الأمن الذي تنعم به حمص”، علماً أن خطبة العيد عادة تكون مدققة من قبل وزارة الأوقاف والقصر الجمهوري.
ويرى متابعون أنه “في زيارة الأسد إلى حمص، التي تعارف عليها السوريون بأنها عاصمة الثورة السورية التي انطلقت عام 2011 من درعا جنوب سورية، رسالة يحاول أن يقدمها إلى جمهوره، بأنه منتصر وأن الثورة السورية انتهت. وذلك بعد أن نجح النظام بتهجير المناهضين له من الأحياء المعارضة له، التي باتت اليوم خالية تماماً، باستثناء حي الوعر المحاصر. وهو آخر معاقل المعارضة في المدينة”.
ويرون أن “زيارة الأسد إلى مدينة حمص تأتي عقب العديد من عمليات التفجير التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، ما أثار حفيظة أهالي تلك الأحياء، الذين خرجوا في تظاهرات تطالب بإقالة المحافظ، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية، إضافة إلى محاسبة المسؤولين، إلا أن هذه المطالبات لم تلقَ أي استجابة من قبل النظام”.
واعتاد الأسد، على تأدية صلاة العيد، في أحد مساجد سورية المعروفة، وأبرزها المسجد الأموي وسط دمشق القديمة، قبل بدء الثورة السورية في مارس/آذار 2011، ومن حينها، انحصر ظهوره خلال عيدي الفطر والأضحى في مساجد صغيرة، معظمها يقع في حي المهاجرين، حيث يقع القصر الرسمي لإقامته.
وهذا هو العيد الحادي عشر، الذي يمر على سورية خلال سنوات الثورة الخمس، وقد ظهر الأسد تسع مرات منها في دمشق، ومرة واحدة في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2011، إذ زار حينها مدينة الرقة، وأدى صلاة عيد الأضحى في مسجد النور، قبل أن تسيطر المعارضة السورية بعدها بنحو سنة ونصف على المحافظة، التي ترضخ حالياً لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وتعتبر معقله الرئيسي في سورية.
* المصدر: “العربي الجديد”
عذراً التعليقات مغلقة