ياسر محمد – حرية برس
بعدما كانت أصوات إقليمية ودولية فضلاً عن الداخلية تحذر من “صوملة” سوريا، صارت سوريا مضرب مثل في التفتت والتفكك والتنازع الدولي، حتى تجاوزت حدودها الإقليمية ووصلت إلى فنزويلا في أقصى الأرض!.
فبعد إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي وزعيم المعارضة في آن، خوان غوايدو، نفسه رئيساً موقتاً لفنزويلا، أمس الأربعاء، انقسم العالم بين مؤيد ومعارض، إذ كانت الولايات المتحدة أول المعترفين بشرعية غوايدو، وكذلك عدد كبير من دول أميركا الوسطى واللاتينية، بينما كانت روسيا وإيران ونظام الأسد من أشد المعارضين لغوايدو، والمؤيدين لخصمه -الرئيس الحالي- نيكولاس مادورو، الذي يُعتبر حليفاً أساسياً في محور “الممانعة والمقاومة” وممثل إيران ونظام الأسد والمدافع عنهما في القارة الأميركية.
التصريح الأغرب في ظل التجاذبات الدولية التي ما زالت متواصلة حول الأوضاع الملتهبة في فنزويلا، جاء على لسان سفير فنزويلا في روسيا، الذي قال إن الولايات المتحدة تحاول تنفيذ السيناريو السوري في فنزويلا!.
وذكرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، اليوم الخميس، أن السفير كارلوس رفائيل فاريا تورتوس قال إن “الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تفعل بفنزويلا ما فعلته بسوريا الشقيقة وشعبها”.
وأورد السفير في تصريحاته معلومات عامة غريبة، إذ زاد أنه “تم في سوريا تشكيل حكومة المنفى وهو ما تسبب في معاناة شعب سوريا وأدى إلى سقوط قتلى في صفوف الشعب السوري”!.
مضيفاً: “إلا أن هذا السيناريو لم يحقق هدفه بشكل كامل في سوريا”.
وأشار السفير الفنزويلي إلى أن “شعب سوريا رد على ذلك بمساعدة روسيا”، التي يأمل في أن تساعد نظامه المنهار حالياً.
من جهته، ودون تأخر، أدان نظام الأسد “بأشد العبارات” ما سماه تمادي الإدارة الأمريكية وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية، والذي يشكل انتهاكا فاضحا لكل الأعراف والقوانين الدولية واعتداء صارخاً على السيادة الفنزويلية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية التابعة لنظام الأسد، في تصريح لوكالة أنباء النظام “سانا”: “إن السياسات التخريبية للإدارة الأمريكية في مختلف بقاع العالم وتجاهلها للشرعية الدولية يشكل السبب الأساس وراء التوترات وحالة عدم الاستقرار في عالمنا، الأمر الذي يستوجب قيام نظام جديد يعيد الاعتبار للشرعية الدولية ويحترم سيادة واستقلال الدول وخياراتها الوطنية ويلجم النزعات العدوانية للإدارة الأمريكية”.
وأضاف المصدر الأسدي: “إذ تؤكد (سوريا) على رفضها القاطع للتدخلات الأمريكية السافرة فإنها تجدد تضامنها الكامل مع قيادة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية، وإن الشعب الفنزويلي الذي قاوم نزعات الهيمنة والغطرسة الأمريكية أكثر قدرة اليوم على التصدي لهذه المؤامرة المتجددة وإسقاطها، والحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها وعودة الاستقرار إلى ربوعها”.
يذكر أن نظام فنزويلا وقف دائماً إلى جانب نظام الأسد وناصره في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، إذ صوتت فنزويلا دائماً إلى جانب نظام الأسد ضد القرارات الدولية التي تطالب بمعاقبته على جرائمه الوحشية بحق الشعب السوري.
وتعاني فنزويلا ظروفاً اقتصادية غاية في الصعوبة، مع انهيار قيمة عملتها الوطنية إذ يساوي الدولار 10 آلاف بوليفار فنزويلي، ويهاجر السكان بشكل متزايد هرباً من الفقر والمجاعات، على الرغم من أن فنزويلا تنتج نحو 1ونصف مليون برميل نفط يومياً.
Sorry Comments are closed