إسطنبول- حرية برس:
صدر حديثاً عن دار ميسلون للطباعة والنشر ديوان “عن هجاء البلاد” للشاعر السوري ياسر الأطرش، ويحتوي الديوان على 23 قصيدة في 96 صفحة من القطع المتوسط.
يصر ياسر الأطرش في قصائد ديوانه، التي كتبها في مدن مختلفة، على الإنسانية، ثيمته الأهم، التي لطالما كانت حاضرة في شعره ومواقفه، ومنها ينطلق ليصف الاغتراب المرير الذي يعيشه السوريون المتوزعون في مناف جغرافية شاسعة، مناف لا يمكنهم أن يأتمنوها على ذواكرهم وأحلامهم.
ومن خلال لغته التي توحد معها وتوحدت مع الواقع، يدخل الأطرش في تفاصيل البشر بشكل عام والسوريين خصوصاً، عاجزاً عن تجاهل معاناة اللجوء والحنين إلى دمشق، حبيبته الأثيرة، وإلى سراقب، مسقط رأسه وأمه، واصفاً تفاصيل الموت وسلطته، ومتحدياً إياها بإصراره على البقاء سلاحاً أخيراً في وجه ما يحدث، متمسكاً، وكعادته، بالحب، على الرغم من الوحدة التي يعانيها السوريون، وتخلي الجميع عنهم.
وعن أهمية هذا العمل، يقول الأطرش في تصريح خاص لحرية برس: “هو محطة جديدة على طريق الاغتراب الذي ميّز تجربتي الشعرية منذ بدايتها، ولكن أضيفَ في هذه المرة النفي القسري من المكان، فصار غربة واغتراباً. عالجت الوطن بطريقة مختلفة وقرأته كما لم أقرأة من قبل؛ هل يستحق المديح دائماً، وهل كان حقاً ملاذاً وأمناً كما خُيّل إلينا؟ أسئلة حاولت طرحها من دون إجابات قاطعة، وفي كل الأحوال لم تغب الوجدانيات عن الجو العام للمجموعة الشعرية، فهي المناخ الوحيد الذي يصلح لحياتي الأدبية والنفسية”.
ومن ديوان “في هجاء البلاد” نقرأ:
للعالم رأس
للدولة رأسْ
للناس رؤوسْ
ولتلك الطفلة قدمٌ عمياءْ
لا تعرف درب القتل
ولا فوق الناس تدوسْ..
وفي قصيدة يخاطب فيها دمشق ويعاتبها يقول:
يا من نحبك في الحالين: قاتلةً
حباً، ومقتولةً حباً.. بلا مِنَنِ
إنا نناجيكِ كي تخضلَّ ألسُنُنَا
فإنْ مُنعتِ، فما للناس باللُسُنِ؟
فقلتُ ذاك أنا.. يا كلَّ من ذهبوا
إلى هناك.. أعيدوني إلى وطني
ولد ياسر الأطرش في مدينة سراقب في إدلب، وحصل على عشرات الجوائز المحلية السورية والعربية، فضلاً عن مشاركاته المستمرة في أهم المهرجانات العربية.
صدر للشاعر عدة مجموعات شعرية، نذكر منها: “لمهيار أرجوحة من حمام” عن دار سعاد الصباح في الكويت في عام 1996، و”بين السر وما يخفى” عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق في عام 2000، و”قلبي رغيف مستدير” عن اتحاد الكتب العرب في دمشق في عام 2002، و”أنا إنسان” عن دار اليمان في عام 2013، و”قاموس الضوء قصائد: في حب محمد” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في عام 2015.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية في حكومة النظام السوري أصدرت في عام 2017 قراراً بحذف قصائد الأطرش المدرجة في المنهاج المدرسي الرسمي بسبب مواقفه المعارضة للنظام والمؤيدة للثورة السورية.
عذراً التعليقات مغلقة