عائشة صبري- حرية برس:
تشهد حركة نور الدين زنكي بعد وصولها إلى منطقة “جندريس” في ريف عفرين شمالي حلب، تغييراً إدارياً كبيراً في صفوفها، حيث استقالت، اليوم الأحد، قيادة الصف الأول في الحركة، ليتم تعيين قادة آخرين.
وقال مصدر عسكري- طلب عدم الكشف عن اسمه- لحرية برس “إنَّ الحركة تشهد اجتماعات داخلية لإعادة هيكلتها، تقضي بتنحي قادات الصف الأول، وعلى رأسهم “الشيخ توفيق شهاب الدين”، القائد العام للحركة، وكل من القادة “الشيخ حسام أطرش – عمر سلخو – أحمد رزق – سليمان محمود”، وآخرين.
وأضاف المصدر أنَّ قيادة الحركة العامة ستُسلّم في المرحلة المقبلة للنقيب “أبو اليمان”، القائد العسكري السابق في الحركة، والقيادي “أبو بشير معارة”، أمّا بخصوص ما يُتَداول عن أنَّ القرار جاء بطلب من تركيا، أكد المصدر أنَّ هذا التغيير ارتأته القيادة من خلال نظرتها إلى المصلحة العامة في المرحلة المقبلة حسب الظروف والتغييرات الجديدة، ولا علاقة للجانب التركي به.
كما نفى المصدر ما تداولته وسائل إعلامية عن تسليم تركيا سيارات للحركة، والاتفاق على راتب شهري لكلّ عنصر بقيمة 100$، كما لم يُناقَشْ بعد موضوع عودة الحركة إلى العمل في ريف حلب الغربي من عدمها.
وفي سياق متصل، قال “توفيق شهاب الدين” في تسجيل صوتي تداوله ناشطون اليوم: “إنَّ ما يجري ليس سريّاً، فالحركة مستمرّة ولا داعي للانهيار أو الاستسلام، حيث أن الجانب التركي وافق على استمرار الحركة ودعمها، لكن هناك إشكالية بخصوص عدد من الشخصيات في قادة الصف الأول وعلى رأسهم القائد العام “توفيق شهاب الدين”، لذلك سوف تتنحى هذه الشخصيات، ويُعَيّن آخرون بدلًا منهم.
وتأتي إعادة هيكلة حركة الزنكي، تمهيداً للانضمام إلى صفوف الجيش الوطني، بعد أن كانت الحركة إحدى فصائل الجبهة الوطنية للتحرير، وخسرت مناطقها كلها غربي حلب، وكان أبرزها “دارة عزة، عنجارة، خان العسل، عويجل، كفرناها، حور، معارة الأرتيق، بابيص، قبتان الجبل، كفر داعل”، والقرى والبلدات التابعة لها، وذلك عقب هجوم هيئة تحرير الشام عليها، في مطلع الشهر الجاري، حيث أدى القتال إلى قتلى وجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى عدد من المدنيين، وانتهى بعد أربعة أيام بتهجير مقاتلي الزنكي الرافضين للبقاء إلى منطقة “جنديريس” في شمال حلب.
وأمس السبت، ردّ “توفيق شهاب الدين” على اتهام قائد هيئة تحرير الشام، “أبو محمد الجولاني”، للحركة بالتنسيق مع الروس، قائلاً: إنَّ الحركة قدمت 1500 قتيل على مدى ثماني سنوات، كما أنها لم تخسر شبراً واحداً من الأرض منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنها رفضت عرضاً من جهات دولية للانسحاب من منطقة البحوث العلمية غربي حلب.
وأضاف في سلسلة تغريدات على تويتر، أنَّ هيئة تحرير الشام سلمت المطارات من دون قتال، ومن دون تدمير ما فيها، كما أرسلت طائرات على الحاملات إلى مناطق النظام عبر معبر مورك، وجبهاتها مفتوحة بلا رباط، على عكس جبهات “الزنكي” التي تشهد تحركات يومية، ولا يخفى على أحد تسليم 300 قرية شرق السكة قبل بضع أيام، وجلسات قيادات الهيئة مع الضباط الروس في بلدة “أبو دالي”.
وأكد “شهاب الدين” أنَّ تحرير الشام شنّت هجومها على مناطق الزنكي، من دون انتظار حكم اللجنة الشرعية بخصوص قضية “تلعادة”، كما أنّها لم تحترم “أنس عيروط” الذي اختارته، وتعهد أن تبقى الحركة “وفية لثورة الشام ومبادئها”، وذكّر أن سبب دخول الزنكي في الهيئة، هو وقف قتال الفصائل، والسبب المباشر للخروج منها هو خرق الشرط الرئيس الذي بني تشكيل الهيئة عليه.
Sorry Comments are closed