بخمس سنوات.. خطاط فلسطيني يُنجز نسخ المصحف الشريف

فريق التحرير20 يناير 2019آخر تحديث :
الخطاط الفلسطيني هاشم محمود كلوب – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©

فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

بمجهودهِ الذاتي استطاع خطاط فلسطيني من مدينة غزة، من نسخ المصحف الشريف بكلتا يديهِ على لوحات ورقية بيضاء وبإستخدام أقلام أعدها لإنجاز ذلك العمل العظيم في غضون خمس سنوات تقريباً، وسط الدعم المعنوي من الأهل والأصدقاء الذين شجعوه على ذلك.

ويقول الخطاط الفلسطيني هاشم محمود كلوب من مواليد مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين عام 1959 شمال قطاع غزة، والمهجر من قرية هربيا عام 48 في حديثٍ مع حرية برس، إن “الفكرة تولدت في ذاكرتي منذ البداية دون إرشاد أو طلب من الأصدقاء والناس على فعل ذلك، من أجل عمل هذا الانجاز العظيم بالنسبة لي، وهو نسخ المصحف الشريف بيديّ وعلى لوحاتٍ ورقية كبيرة بعد ما يقارب 30 عاماً في مجال المهنة”.

كلمة الانتفاضة

ويردف الخطاط كلوب قائلاً: “إنني أعمل في مجال المهنة بعد انتهاء المرحلة الثانوية وفتح محل صغير من الأسبست في ذلك الحين عام 1976 في حي الشيخ رضوان الذي أسكن فيه حالياً شمال مدينة غزة، لأقوم منذ ذلك الحين وإلى اليوم بممارسة تلك المهنة والإبداع فيها من خلال رسم العديد من اللوحات التي جمعت بين الكتابة والرسم المعبرة على حق العودة والحصار الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ذات الرموز الوطنية الفلسطينية”.

وأضاف الرجل الخمسيني كلوب، “شاركتُ بالعديد من المعارض وورشات العمل في مجال الخط والرسم في محافظات قطاع غزة، من أجل إبراز تلك الموهبة على الصعيد المحلي، إلى جانب أنني قمت بعمل لوحة قبل الانتفاضة الأولى عام 1987 ونشرت في ذلك الحين على المستوى الفلسطيني والعربي”، مبيناً أن “الاحتلال قام باعتقاله على تلك اللوحة التي كتبتُ بداخلها كلمة الانتفاضة للتعبير عن رأي الشارع الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.

وبالعودة إلى نسخ المصحف الشريف الذي قام بإنجازه في مدة خمس سنوات تقريباً، يقول الخطاط الفلسطيني كلوب، إن” مساحة اللوحة الورقية البيضاء التي قمتُ من خلالها بتدوين ونسخ “القرآن الكريم” بالرسم العثماني 70X50 سنتمتر طولاً وعرضاً، ونسخ ٍ أخرى 70X متراً عرضاً وطولاً، بواسطة أقلام لبادٍ سمراء اللون أعدتها لإنجاز ذلك العمل العظيم”.

الصعوبات والعراقيل

ويضيف كلوب، أن “كتابة وتدوين المصحف الشريف ليس بالأمر الهين والسهل بالقدوم على إنجاز وعمل ذلك العمل الذي استمر لخمس سنوات من الجد وقضاء الساعات الطويلة”، مبيناً أنه “بعد كتابة أياتٍ من القرآن الكريم على لوحة ورقة أعددتها للكتابة عليها، كنت أقوم بإعادة نسخها أكثر من مرة وصولاً لوحة جميلة من الناحية الفنية والتشكيلة في تدوين المصحف وصور القرآن الكريم”.

وأكد الخطاط كلوب، أن “ضعف الإمكانيات المادية المتعلقة بالأدوات المستخدمة في النسخ والتي كانت العامل الأبرز في إنجاز ذلك العمل العظيم، نتيجة عدم وجود الجهات المعنية الداعمة لذلك في قطاع غزة، والاكتفاء فقط برسالة الشكر والدروع الرمزية والثناء على ذلك نسخ المصحف الشريف، ورغم ذلك قمتُ بإنجازه بمجهودي الذاتي دون معيل ومساعد لذلك”.

لكنني الآن وبعد قضاء خمس سنوات من الجد والمثابرة في إنجاز ذلك العمل العظيم بالنسبة لي، أسعى لعمل غلاف للمصحف الشريف من لوحات خشبية منقوشة عليها بالرسم العثماني، بالإضافة إلى تغليفها وحمايتها من الخارج والداخل دون تعرضها للتلف بعد مدة زمنية.

ورغم المدة الزمنية التي قضاها الخطاط الفلسطيني كلوب في تدوين ونسخ المصحف الشريف على لوحات ورقية كبيرة، إلا أن الدعم المالي وانقطاع التيار الكهربائي المستمر لساعاتٍ طويلة، كانت العوامل الأخرى في طول تلك المدة الزمنية من الوقت لإنجاز ذلك العمل، وبالتغلب على تلك المشاكل السالفة بالذكر لاستطاع عملها في غضون ثمانية شهور تقريباً.

ويطمح الخطاط الخمسيني بعد إتمام المصحف الشريف بشكله النهائي في الأيام القليلة القادمة، من وضعه داخل متحف الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، ليكون مزاراً للزوار.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل