وليد أبو همام- حرية برس:
يعد المجال الصحي من أهم المجالات حيث أنه يمس حياة الناس بشكل مباشر، خاصة في ظل القصف الذي يطال معظم المدن و القرى، مما دعت الحاجة إلى وجود نقاط طبية تقدم خدماتها للمصابين والمرضى، وقد عمل النظام منذ بداية استهدافه للمدنيين على إخراج النقاط الطبية من العمل بقصفها بشكل مباشر، إلا أن ذلك لم يثن الكوادر الطبية عن عملها رغم كل المعوقات التي تواجهها.
ولا شك في أن الدعم المادي من أهم مقومات المراكز الصحية والمستشفيات، حيث أنها تعتمد بشكل أساسي على أجهزة طبية مستوردة باهظة الثمن، فضلاً عن الأدوية ومصاريف الكوادر الطبية، وحتى الآن ما زالت مديريات الصحة غير قادرة على تقديم الدعم لهذه المراكز بسبب انعدام مواردها.
و قد أصدرت المراكز الصحية و المشافي في الريفين الشمالي والغربي في مدينة حماة، بياناً دعت فيه الجهات الدولية و المحلية كافة إلى ضرورة تحييد المجال الطبي عن النزاعات السياسية والعسكرية في المنطقة، وجاءت هذه التطورات بعد مدة قصيرة من سيطرة هيئة “تحرير الشام” على مناطق في ريف حلب و حماة، على حساب بقية الفصائل.
و تؤكد بعض المنظمات التي تعمل في دعم المجال الطبي وتنفيذ الدعم المقدم من منظمات أخرى، أن بعض المنظمات الأوربية قد علّقت الدعم الذي تقدمه إلى مديريات الصحة في حلب وإدلب وحماة، نتيجة خضوع المديريات إلى سيطرة “حكومة الإنقاذ” التي تمثل هيئة “تحرير الشام”.
و ذكر المكتب الإعلامي لمديرية صحة حماة الحرة، أن الدعم المادي توقف عن أربعة مراكز صحية و ومستشفيين، وقد أصبحت تعمل بشكل تطوعي، وإذا ما استمر الأمر على هذا الحال فقد تتوقف جميع المراكز والمشافي.
ويقول مدير المركز الصحي في “مورك”، إن المركز أنشئ حديثاً، ولم يتلق الدعم من أي جهة حتى الآن، ونعمل فيه بشكل تطوعي، لكنه يعاني من نقص كبير في الأدوية والأجهزة، وقد يتوقف عن العمل إذا لم يتلق دعماً مادياً لسد احتياجاته.
أما بقية المراكز في ريف حماة الشمالي، فتتلقى دعمها المادي أيضاً من منظمات أخرى، ويخشى القائمون عليها من أن تحذو المنظمات الداعمة حذو المنظمة التي علقت عملها، ما يمكن أن ينذر بكارثة كبيرة سيكون أثرها بالدرجة الأولى على المرضى المدنيين، ولذلك تناشد المراكز الصحية في بيانها المنظمات الدولية والمحلية عدم ربط مصيرها بالمتغيرات السياسية والعسكرية التي حصلت أو قد تحصل مستقبلاً في المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة