لجين مليحان – حرية برس:
ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍلفوضى والتعقيد ﺑﻌﺪ سيطرة ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ عليها ﺑﺪﻋﻢ ﺭﻭﺳﻲ – إيراني، ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺒﻨﻮﺩ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺿﺪه ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، والانقسام الواضح في الولاء والتجنيد بين التشكيلات التابعة لإيران أو روسيا.
إن ما يمر به الجنوب السوري هو جزء من مخطط التغيير الديموغرافي في عموم الأراضي السورية، والذي يأتي في سياق تثبيت أقدام إيران في البلاد بشكل دائم عن طريق أدوات أبرزها نشر المذهب الشيعي لضمان ولاء الأهالي للولي الفقيه في طهران.
ولعل إيران أدركت إن وجودها العلني في الجنوب السوري هو خطر عليها لما يشكله من تحدٍ لـ”إسرائيل”، فضلاً عن أن ايران تحاول العبث بديموغرافيا المنطقة، لذلك عمدت على تجنيد أبناء الجنوب، وإنشاء فصائل تعمل وفق أجندات خاصة بها، محاولة خلق مليشيا شبيهةً بـ’’حزب الله‘‘ اللبناني في سوريا، ليصبح جنوب سوريا هو ضاحية جنوبية جديدة على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت.
كما أن وجود قوات محلية سورية تابعة لايران بولائها وانتمائها الشيعي أفضل من وجود عسكري إيراني علني يتم استهدافه بشكل مباشر، أي لا مشكلة لدى طهران في استهداف من تجندهم من السوريين حيث إنها تعتبرهم مرتزقة ولا قيمة لهم.
وحول التنظيمات التي جندتها إيران في الجنوب؛ أفاد مصدر مطلّع في حديث خاص لحرية برس، أن ما يدعى بـ”القوة 313″ تتبع تنظيمياً لما يعرف بـ’’المقاومة الإسلامية‘‘ والتابعة مباشرة لـ’’الحرس الثوري‘‘، منوهاً أنها كانت متخفية بداية تحت اسم ’’الدفاع المحلي أو الوطني‘‘، لكن المقاومة الإسلامية هي التشكيل الذي تحاول إيران لاحقاً تحويله لحزب إيران السوري الشبيه بمليشيا ’’حزب الله‘‘ في لبنان.
وأضاف المصدر، ’’يقود هذه القوة المدعو القيادي (الحاج أبو العباس) وفي بدايات تشكيلها كانت كتيبة في (لواء السيدة رقية) في داريا (القوة الجعفرية)، ثم انضمت لكتائب (سيد الشهداء) قبل أن تعرف بالقوة (313) حيث تحاول إخفاء طبيعتها الشيعية، وتحاول في سبيل ذلك الآن تجنيد من طائفة السنّة في الجنوب من المصالحين ضمن اتفاقيات التسوية.
وأشار المصدر إلى أن القوة ’’313‘‘ شاركت في الكثير من المعارك كمعارك داريا 2015 ومعركة حلب 2016 ومعركة تدمر الثانية 2016 ومعارك ريف حماة الشمالي صيف 2016 ومعركة المنشية في درعا 2017 ومعارك الغوطة الغربية 2017.
وأوضح أن هذه القوة تتبع لمليشيا ’’حزب الله‘‘ اللبناني وتعمل أمنياً تحت ستار عسكري الهدف منه تجنيد كوادر سنّية وتنفيذ عمليات اغتيال داخل صفوف ضباط نظام الأسد -حصراً- لمن لاترغب إيران بهم، لافتاً إلى أن من يدير الكوادر الأمنية هو ’’ابراهيم عقيل‘‘ القيادي في ’’حزب الله‘‘.
بدوره، تحدث ’’حسان عبدالله‘‘ ناشط وباحث بالشؤون الإيرانية في سوريت عن التشكيلات الإيرانية في الجنوب وهدفها قائلاً: ’’إن مهمة كافة المليشيات التابعة لإيران هي التجنيد كمرحلة أولى أي السيطرة عسكرياً وأمنياً على المنطقة، إضافةً إلى التشييع ومن ثم إحضار عائلات لبنانية شيعية لرفد المنطقة بشيعة أكثر ومن ثم بناء قاعدة شعبية على أن مهمتهم هي إكمال مسيرة (المقاومة والممانعة) المزيفة‘‘.
ولفت حسان إلى أن عمل تلك التشكيلات يتزامن مع عمل منظمات ذات خلفية إيرانية مثل جمعية البستان والزهراء لتوزيع مساعدات وكسب ود الشارع فضلاً عن حملات التشيع، مستدركاً بزيارة الطبطائي الذي كشف عن مخطط اقتصادي في المنطقة وعرض أيضاً حلول للعديد من المشاكل كون الجنوب يعاني من أزمات مالية وغذائية.
وأوضح الباحث أن إيران تريد السيطرة على المنطقة فعلياً كمرحلة أولى وجعل الجنوب السوري قاعدة عمليات ظاهرياً ضد الاحتلال الإسرائيلي ولكن عينها على الخليج العربي، على حد تعبيره.
وأضاف أن المليشيات الايرانية تبني قاعدة عسكرية في اللجاة بريف درعا، وتنتشر في معظم القرى للتجنيد ومؤخراً تم تجنيد حوالي 80 عنصر في مدينة الحارة وتقريباً تجاوز عدد المنتسبين للشيعة حوالي 3000 في الجنوب السوري، حيث أنها تنجح في تجنيد الشباب لعدة أسباب أهمها الرواتب العالية التي تتراوج ما بين 150 دولار إلى 350 دولار والحماية التي تؤمنها الملشيات لمنتسبيها أي أن المنتسبين لم يعودوا مضطرين إلى خدمة العلم أو الاحتياط كما أن الأفرع الأمنية لا تستطيع المساس بهم.
كما ذكر أن هناك عدة مسميات وتشكيلات كـ’’الحرس الثوري‘‘ الإيراني ومليشيا ’’حزب الله‘‘ اللبناني و’’لواء أبو الفضل العباس‘‘ و’’قوات العرين‘‘ (قوة 313) و’’لواء الإمام الحسين‘‘ و’’قوات الدفاع الوطني‘‘، ليس لها هيكلية واضحة لهذه المليشيات، إنما جميع المليشيات تتبع إلى قيادة ايرانية واحدة، وأن الإيرانيين يمتلكون غرفة عمليات توزع المهام على مختلف مليشياتهم الموجودة، وينتشرون في مختلف أنحاء المحافظة مثل: ’’درعا المدينة – إزرع – بصر الحرير – اللجاة – صيدا – الحارة‘‘، أي أنه تنتشر مقراتهم وفي كل مقر من 10 إلى 15 عنصر.
لا شك أن إيران لها مصالح في جنوب غرب سوريا، وستواصل توسيع نفوذها هناك، إما بطريقة سرية أو عندما علنية تصبح الظروف مؤاتية لذلك، والحقيقة أن جنوب سوريا مثله مثل لبنان، أصبح الآن واحداً من أهم الأوراق الاستراتيجية في اللعبة التي تنفذها إيران في المنطقة.
Sorry Comments are closed