حرية برس:
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، إن نظام الأسد من يجب أن يسيطر على شمال سوريا، وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة بإقامة ’’منطقة آمنة‘‘ تحت سيطرة تركية.
وأضاف لافروف للصحفيين: ’’نحن على قناعة أن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق إلى سيطرة النظام وقواته والهياكل الإدارية‘‘، مستدركاً أن ’’مستقبل الأكراد يمكن ضمانه تحت سيطرة النظام‘‘، حسب وصفه.
وذكر لافروف في المؤتمر الصحفي قائلاً: ’’نرحب ونؤيد الاتصالات التي بدأت الآن بين ممثلين عن الأكراد والسلطات السورية، كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم تحت حكومة واحدة من دون تدخل خارجي‘‘.
إلا أن ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘، أعلنت منذ يومين عن فشل المفاوضات التي استمرت شهوراً مع نظام الأسد، حيث قالت ’’إلهام أحمد‘‘، القيادية في ميليشيا ’’قسد‘‘، إن ’’المحادثات الكردية الأخيرة مع النظام السوري لم تكن مثمرة‘‘.
من جهة آخرى، اعتبر رياض درار، الرئيس المشترك في قيادة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، أن المنطقة الآمنة التي تحدث عنها الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان، ’’هي منطقة بعيدة عن التوترات ويمكن أن تكون خالية من أسباب التوتر، إذا أُبعِدَ عنها المسلحون ولم تكن تحت سيطرة أحد الأطراف المعنية بالصراع‘‘.
وأضاف درار في اتصال هاتفي مع قناة ’’العربية‘‘، أنه ’’لا يجوز أن يكون لتركيا يد في هذه المنطقة، ويجب أن لا يسمح للمسلحين الممتطرفين بالدخول والخروج من وإلى هذه المنطقة‘‘، حسب تعبيره.
وزعم القيادي في ميليشيا ’’قسد‘‘ قائلاً: ’’إن قالت أنقرة إنها معنية بذلك، فهي معنية بحماية حدودها من جهتها فقط وليس بتدخلها في مناطق سوريا، وإن دخلت قواتها إلى هذه المنطقة، فهذا احتلال، يجب أن تحمي قوات محايدة المنطقة الآمنة من الطرفين‘‘، معتبراً أن ’’وجود أنقرة في أي منطقة سورية هو تهديد مستمر ويسمح للمتطرفين بالتواجد فيها نتيجة تعاونهم معها‘‘، على حد وصفه.
فيما طالب ’’ألدار خليل‘‘، أحد القياديين في ميليشيا ’’قسد‘‘ في حديثه لوكالة ’’فرانس برس‘‘، باستقدام قوات أممية لتكون مع تركيا ضمن المنطقة، حيث قال: ’’يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا من أجل عدم مهاجمة مناطقنا‘‘، حسب زعمه.
وأضاف القيادي في الميليشيا ’’أما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس (سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية)‘‘، حسب وصفه، زاعماً أن ’’تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف في هذا الصراع‘‘.
وتأتي تصريحات ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ رداً على التصريحات التي أدلى بها أردوغان حول تولي بلاده إقامة “المنطقة الآمنة” التي تحدث عنها ترامب للفصل بين الميليشيات الكردية والحدود التركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن الثلاثاء، أن قوات أنقرة ستتولى إقامة “المنطقة الآمنة” التي تحدث عنها الرئيس الأميركي، للفصل بين ميليشيا ’’قسد‘‘ والحدود التركية.
وقال أردوغان إن ’’ترامب طرح، خلال مكالمة هاتفية إيجابية للغاية، فكرة إقامة منطقة آمنة عرضها أكثر من 30 كل على طول الحدود التركية، وهذه أول مرة يُذكر فيها أن تركيا هي التي ستقيم مثل هذه المنطقة‘‘.
وتهدف أنقرة من هذه المنطقة التي طالبت بإنشائها منذ سنوات، إلى إبعاد الميليشيات الكردية عن حدودها حيث أن أنقرة تصنف الميليشيات بالإرهابية، فيما تؤكد واشنطن على ضرورة حمايتها، بذريعة ’’مشاركتها الفعالة‘‘ في قتال تنظيم الدولة الاسلامية ’’داعش‘‘.
عذراً التعليقات مغلقة