تفشي الأمية بين طلاب المناطق المحررة رغم التحاقهم بالمدارس

فريق التحرير16 يناير 2019آخر تحديث :
موعة من الطلاب والطالبات أمام أحد المدارس بريف ادلب الجنوبي – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

حنين السيد – إدلب – حرية برس:

ألقت الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات طويلة بظلالها على الشعب السوري بكافة فئاته، ويعتبر الأطفال من أكثر فئات المجتمع تضرراً وخاصة بما يتعلق بتعليمهم الذي حرمتهم ظروفهم من اكتسابه بشكل جيد ما هدد مستقبل الكثيرين منهم، فضلاً عن المستوى التعليمي المتدني في المدارس وخاصة في الشمال السوري المحرر، حيث خلف ذلك كله جهل جزئي وتفشي واضح للأمية بين الأطفال على الرغم من التحاقهم بالمدرسة.

لا تتوفر أرقام دقيقة حول عدد الأطفال الذين ضيعوا سنوات الدراسة بسبب الوضع الأمني المتردي في البلاد، حيث أفقدت الحرب الكثيرين منهم مستقبلهم، ودمرت بعض المدارس وأغلقت أخرى وسكن النازحون بعضها الأخر، إضافة للنقص في الكادر التعليمي والإهمال من قبل معظم الأهالي الذين أنهكهم النزوح والتهجير والفقر.

بدوره، قال مدرس اللغة العربية في إحدى مدارس الشمال السوري “زهير أبو خالد ” لحرية برس: إن “نسبة كبيرة من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة باللغة العربية بشكلها الصحيح، ومعظمهم لا يكاد يميز بين الفعل والفاعل أو بين الفعل والاسم، على الرغم من بلوغهم المرحلة الإعدادية ويفترض أن يكونوا من المتقنين للغة العربية”.

وأضاف “أبو خالد”: “دمار عدد كبير من المدارس وخروجها عن الخدمة إضافة للنقص الكبير في الكتب المدرسية والمقاعد، كان له أثر كبير على المستوى التعليمي، حيث بات الصف الواحد لا يتسع لطلابه بينما لا يمتلك جميعهم الكتب والمستلزمات المدرسية التي يجب توافرها لإتمام عملية التعلم، كما أن نسب التسرّب وإن كانت منخفضة في المرحلة الابتدائية، إلا أنّها ترتفع بشكل كبير في المرحلة الإعدادية والثانوية وهذا من أصعب الأمور التي يصعب ضبطها من طرف واحد”.

من جهته، يقول “الحاج محمد” وهو نازح من ريف حماة: إنه “لا يرسل ابنه إلى المدرسة إلا في أوقات الامتحان وأيام معدودات خلال الدوام المدرسي وذلك بسبب سوء الأوضاع المادية، التي يحتم عليه إرسال ابنه إلى العمل بهدف جني المال ومساعدة عائلته التي فقدت كل شيء بعد نزوحهم من قريتهم إلى ريف إدلب، عدا عن المصروف الذي يحتاجه الولد الواحد حتى يؤمن احتياجاته الأساسية ويذهب إلى المدرسة، التي تصل إلى 50 دولار أمريكي كحد أدنى. فكيف إذا كان هناك أكثر من طفل ضمن العائلة؟ هذا الأمر يجعل عائلات كثيرة ترسل أبناءها إلى العمل بدلاً من المدرسة”.

وأشار “الحاج محمد” إلى أن عائلات النازحين لم تعرف الأستقرار حتى الآن وفي كل يوم تتنقل هذه العائلات بين منطقة وأخرى، وهو ما جعل التزام الأطفال في المدرسة أخر ما يكفر به الأهالي”.

يذكر أن عدد المدارس في محافظة إدلب يبلغ نحو 1400 مدرسة، خرجت منها 230 مدرسة عن الخدمة بسبب عمليات القصف من طائرات الأسد وروسيا وفقاً لإحصائيات مديرية التربية الحرة، حيث عملت المنظمات الإنسانية جاهدة على إعادة ترميمها بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب لاسيما مع عمليات التهجير الأخيرة من المناطق السورية باتجاه المحافظة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل