ياسر محمد – حرية برس
على الرغم من عقد اتفاق بين “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) والجبهة الوطنية للتحرير، اليوم الخميس، يقضي بوقف الاقتتال في كامل منطقة “خفض التصعيد” بإدلب وما حولها، إلا أن “تحرير الشام” حققت المراد وبسطت سيطرتها وسطوتها على كامل إدلب وريف حلب الغربي وسهل الغاب، كما قوضت وجود “الحكومة المؤقتة” بفرضها “حكومة الإنقاذ” التابعة لها كوصي وحيد على كامل إدلب سياسياً وإدارياً، وفق اتفاقها مع الوطنية للتحرير، ما يعني أن اليد العليا باتت في كامل المنطقة لـ”تحرير الشام” عسكرياً، و”حكومة الإنقاذ” سياسياً وإدارياً.
المحللون والناشطون وكذلك مدنيو منطقة خفض التصعيد بإدلب وسوارها، تساءلوا باستغراب عن الموقف التركي الصادم الذي التزم الحياد وسمح للهيئة بتحقيق مكاسب كبيرة في غضون أيام قليلة على حساب “حلفاء” أنقرة!. وربط البعض هذا الموقف بتفاهمات سرية روسية تركية تقضي بالسماح لـ”تحرير الشام” بالاستيلاء على إدلب تمهيداً لاجتياحها من قبل النظام وروسيا وإيران بحجة سيطرة فصيل “إرهابي” عليها، وهو ما يجعل الطريق ممهداً لاحتلالها من دون عوائق دولية تُذكر.
إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال اليوم الخميس، إن تركيا اتخذت خطوات لوقف القتال في إدلب، مردفاً أن “الجماعات الراديكالية تهاجم المعارضة السورية في إدلب”.
وأكد أوغلو أن “أنقرة اتخذت خطوات ضرورية لوقف هذه الهجمات”، فيما لم يفصح عن هذه الخطوات، إلا أن التصريح جاء بعد اتفاق الطرفين المتقاتلين في إدلب على وقف إطلاق النار.
الباحث والكاتب الصحفي محي الدين لاذقاني قال لـ”حرية برس” حول الموقف التركي من المتغيرات في إدلب: إن “الصمت التركي حول ما يجري في أرياف حلب وحماة وإدلب مريب إلى أقصى حدود الريبة، خصوصاً وأنه يأتي بعد تذكير وزير الداخلية التركية بـ(الميثاق الملي) أي الوطني؛ وهذا يعود إلى 1926 بين تركيا وكل من بريطانيا وفرنسا ويقضي أن تضم تركيا جزءاً كبيراً من محافظات الشمال والشرق إذا ما تعرضت سوريا للفوضى والانقسام”.
وأردف اللاذقاني: “لقد سكتت تركيا عن تصفية حركتين تدعمهما (نور الدين زنكي وأحرار الشام)”، متسائلاً “هل تفكر بمقايضات مقابل شرق الفرات؟ هذا سؤال كبير لا يجيب عنه إلا الأتراك، خصوصاً وأن مقال أردوغان الأخير في الصحافة الأميركية يظهره وكأنه وصي يرتب لما بعد الحرب، أما السؤال الأكبر فهو هل سمحت تركيا لـ”هتش ” بالتمدد لتعطي ذريعة للنظام والروس والإيرانيين بالتكفل بتصفيتها نيابة عنها؟ أم أنها تطمح إلى تفكيكها دون حرب؟.. خصوصاً وأنها تهرف تركيبتها وسعر الجولاني ومرتزقته”، وفق لاذقاني.
وفي السياق نفسه؛ رأى العميد أحمد بري، رئيس وفد أستانة سابقاً، أن ما يحصل في محافظة إدلب يتمناه الروس والإيرانيون ونظام الأسد، وقال في تصريحات صحفية: إن الروس يريدون فصيلاً ضعيفاً دولياً ومصنفاً على لوائح الإرهاب يسيطر على إدلب، مضيفاً أنه “بإمكان روسيا أن تتلقى دعماً دولياً مالياً وتأييداً عالمياً للقضاء على النصرة، وأن الدور الوظيفي للوضع الراهن هو لخدمة الروس والنظام 100%”.
Sorry Comments are closed