ياسر محمد – حرية برس
بعد تراجعها مؤقتاً عن شن عملية عسكرية في منبج ومناطق شرقي الفرات، كثفت تركيا مشاوراتها السياسية مع الطرفين الفاعلين على الساحة (روسيا وأميركا) لفك عقدة التركة الأميركية شرقي الفرات وضمان موطئ قدم لها يحمي حدودها الجنوبية ويبدد مخاوفها من عمليات إرهابية يقودها “بي كي كي” وأذرعه ضدها.
وفي رسالة وجهها لواشنطن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التخطيط للانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتم بعناية ومع الشركاء المناسبين، وإن تركيا هي البلد الوحيد الذي يملك “القوة والالتزام لأداء هذه المهمة”.
وأضاف أردوغان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، قبل لقائه اليوم مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن تركيا ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا.
مقال أردوغان الذي جاء بعنوان “لدى تركيا خطة لتحقيق السلام في سوريا”، ذكر فيه أنه يمكن من خلال زعامة تركيا تحقيق استراتيجية شاملة بإمكانها المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا على المدى الطويل.. وهو ما يتناسب وقرارات الشرعية الدولية ورغبة دول كثيرة، باستثناء القوى الإقليمية التي تسعى لتقويض السلام وإحكام سيطرتها على الأرض السورية.
وتلقى أردوغان دعماً من حليفه في الداخل، دولت بهشلي زعيم حزب الحركة القومية التركي، الذي قال اليوم: “على تركيا أن تدخل شرق الفرات بسوريا من أجل إحقاق الحق والعدالة ونصرة المظلومين، دون الاكتراث لما تقوله الولايات المتحدة والآخرون”.
وفي اتجاه آخر لا يقل أهمية، بدأت تركيا بالتواصل الفعال مع روسيا لتحديد مستقبل المنطقة عقب الانسحاب الأميركي، حيث دشنت أنقرة وموسكو خطاً عسكرياً مباشراً لمزيد من التنسيق الميداني في سوريا وخاصة منطقة شرق الفرات، وفق ما ذكرت صحيفة “صباح” التركية.
إلى ذلك؛ بدأت وحدات من “الشرطة العسكرية” الروسية، اليوم الثلاثاء، تسيير دورياتها بمنطقة منبج في محافظة حلب، وسط تضارب الأنباء عن الجهة المسيطرة على المدينة عقب انسحاب مقاتلين أكراد منها منذ أيام، وإعلان قوات النظام السيطرة عليها؛ فيما اتضح فيما بعد أنه “حرب نفسية”.
لكن أنباء تتوارد يومياً عن حشود عسكرية لقوات النظام وميليشيات إيران باتجاه مناطق شرقي الفرات بدعم روسي.
وفي السياق، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا خطط انسحاب القوات الأمريكية من سوريا خلال اتصال هاتفي أمس الاثنين.
وقال البيت الأبيض في بيان: “ناقش الزعيمان الوضع في سوريا، بما في ذلك التزام الولايات المتحدة وفرنسا بتدمير تنظيم (داعش)، بالإضافة إلى خطط انسحاب قوية ومدروسة ومنسقة للقوات الأمريكية من سوريا”.
وبعد الانسحاب الأميركي المزمع، تبقى فرنسا حاضرة سياسياً وعسكرياً في المنطقة، وتعارض خطط تركيا فيما يخص المنظمات الإرهابية الكردية التي تنشط في المنطقة، إلا أن أنقرة قللت من قيمة الحضور الفرنسي مؤكدة أن فرنسا لن تستطيع أن توفر مظلة لتلك الميليشيات.
Sorry Comments are closed