علاء فطراوي – إدلب – حرية برس:
تعد صناعة الفخار والزجاج من الصناعات العريقة التي يتوارثها أهالي مدينة أرمناز شمال إدلب، حيث برعت بلدة أرمناز بالصناعات التراثية القديمة والنادرة، مثل صناعة الفخار والزجاج المزّين بالنقوش وكانت تصدّر منتجاتها للعديد من الدول خارج سوريا.
وبعد أكثر من 7 أعوام من انطلاق الثورة السورية، واستمرار آلة الإجرام بحق الشعب السوري لقمعه بشتى أنواع الأسلحة، تراجعت صناعة الفخار بشكل كبير كما توقف التصدير للخارج، بسبب صعوبة وصول المواد الأولية، وغلاء أسعارها، نظراً للظروف الأمنية وهجرة اليد العاملة.
وقال ’’حسن مرعي‘‘ صاحب معمل لصناعة الفخار في حديثه لحرية برس، ’’تعتبر مدينة أرمناز من أهم المدن المحافظة على هذه المهنة والتي تعد من التراث السوري، ويعود ذلك لوجود تربة صالحة لصناعة الفخار‘‘.
وأشار مرعي الى التطور الذي وصلت اليه صناعة الفخار قبل اندلاع الثورة السورية حيث استبدلت الأدوات اليدوية بالكهربائية، إضافة الى تطور الزخرفة والرسم ’’النقش على الفخار‘‘ والتصدير إلى الدول العربية والأجنبية.
وتحدث مرعي عن أسباب تراجع الصناعة بعد اندلاع الثورة السورية قائلاً: ’’تأثرت صناعة الفخار والزجاج في ظل (الحرب الدائرة) في البلاد كثيراً وكان أولى أسباب تراجعها هي انقطاع الكهرباء وغلاء المحروقات وتوقف التصدير للخارج، إضافة إلى ندرة وهجرة اليد العاملة‘‘، حسب تعبيره.
وذكر مرعي أنه لا يزال محافظاً على تلك المهنة والتي يحتسبها أهم تراث سوري متبقي في البلاد، مشدداً على استمراريته بالعمل بها بعد أن ورثها من أجداده وعلمها لأبنائه.
بدوره، قال ’’سعيد شقروف أبو مفيد‘‘ صاحب معمل زجاج، ’’من المشهور عن أرمناز زجاجها العالي الجودة صناعة الزجاج من زمن الفينيقيين حتى أنه قديماً كان مضرب المثل فيقال (أرق من الزجاج الأرمنازي)، وقد ساعد على ذلك توافر التربة الرملية الزجاجية‘‘.
وتأتي صناعة الفخار على قدم المساواة مع صناعة الزجاج، فمنذ القدم وصناعة الفخار اليدوي مزدهرة في أرمناز وما تزال بعض الآثار الفخارية القديمة تظهر هنا وهناك أثناء الحفريات في المدينة وأيضاً كان لتوافر التربة الغضارية في أراض المنطقة دوراً كبيراً في ازدهار هذه الصناعة واستمرارها.
ومع مرور الزمن اكتسبت هاتان الصناعتان طابعاً تراثياً شعبياً ويعتبر مصدر دخل رئيسي للكثير من أهالي أرمناز وتتمتع هذه الصناعة بالفن والإبداع.
يحافظ أهالي أرمناز على صناعة الزجاج والفخار بالطرق التقليدية كجزء أصيل من هوية البلدة.
عذراً التعليقات مغلقة