ياسر محمد – حرية برس
يبدو أن القضية السورية عموماً؛ ومنطقتي منبج وشرق الفرات على وجه الخصوص، ستدخل مرحلة جديدة من التعقيدات، مع تزايد احتمالات تدخل عسكري مصري – إماراتي في منبج، وفرنسي شرقي الفرات، وذلك بهدف خلق توازنات جديدة، لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح أي فريق سوري!.
فقد كشف موقع “ديبكا” الإسرائيلي في تقرير له أول من أمس الاثنين؛ عن زيارة ضباط مصريين وإماراتيين لمدينة منبج شرق حلب، والخاضعة لسيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك بهدف التحضير لنشر قوات مصرية إماراتية تحل مكان القوات الأميركية التي تنوي الانسحاب من سوريا.
وأكد الموقع أن مباحثات جرت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لإرسال قوات عسكرية مصرية ترعاها الإمارات إلى مدينة منبج.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة ستوفر غطاء وحماية جوية للقوات المصرية الإماراتية في حال دخلت منبج، مشيرة إلى أن المحادثات الأمريكية مع مصر والإمارات تقضي بنشر قوات في مناطق أخرى من سوريا بما فيها الحدود السورية- العراقية.
وتأتي التسريبات بعد إعادة الإمارات فتح سفارتها لدى نظام الأسد بدمشق، بداعي مواجهة “التغول” التركي- الإيراني في سوريا، وفق وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، وكذلك بعد استقبال رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، نظيره لدى نظام الأسد، علي مملوك المتهم بالضلوع في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
قوات إماراتية سعودية في منبج والرميلان
في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، أفادت مصادر إعلامية كردية، بأن وفداً عسكرياً من السعودية والإمارات، اجتمع مع قيادة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شرقي الفرات، وذلك لبحث تقديم الدعم اللوجستي لها.
وقبل ذلك بأيام؛ كشف صحيفة “يني شفق” التركية، عن إرسال كل من السعودية والإمارات، قوات عسكرية نحو مناطق سيطرة “قسد” شرقي الفرات.
وفي السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الفائت، نقلت “حرية برس” حصرياً عن مصادر أهلية من داخل مدينة منبج شرقي حلب والخاضعة لسيطرة مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، أنه وفي سابقة هي الأولى من نوعها لتدخل دولة عربية بشكل مباشر في سوريا، وصلت “بعثة عسكرية سعودية” إلى مدينة منبج، والتقت المجلس العسكري التابع للقوات الكردية المسيطرة على المدينة.
كما أكد مصدر لـ”حرية برس” وقتها وصول قوات “سعودية وإماراتية” إلى الأراضي السورية، لافتاً إلى أنها لم تنتشر حتى الآن (وقتها) وأنها لا تزال متمركزة بقاعدة “رميلان” شمالي الحسكة.
خطة التدخل السعودي الإماراتي المصري شرقي الفرات لا تبدو وليدة اللحظة، حيث زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، مناطق شرق الفرات والرقة تحديداً في شهر تشرين الأول من العام 2017، ممهداً للحضور الخليجي المصري في المنطقة، وذلك من بوابة “إعادة الإعمار”.
أما الجديد فهو محاولة المحور (السعودي- الإماراتي- المصري) التدخل في مدينة منبج التي تُعتبر خطاً أحمر للأتراك وقضية غير قابلة للمساومة، ما يشي بنشوب خلافات إقليمية ودولية جديدة ساحتها سوريا.
فرنسا تعزز حضورها شرق الفرات
بعد اعتراضها على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من شرقي سوريا، عززت فرنسا حضورها العسكري وفاعليتها هناك، وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، أمس الثلاثاء، إن بلادها أرسلت مقاتلات حربية من نوع “رافال” إلى سوريا ضمن مشاركتها في حملة التحالف الدولي لاستهداف مواقع “تنظيم الدولة” في المنطقة الشرقية.
الوزيرة الفرنسية زارت الاثنين الماضي القاعدة الفرنسية في الأردن التي تنطلق منها طائرات “رافال” لضرب مواقع “تنظيم الدولة” في سوريا، وأكدت للعسكريين المشاركين في عملية “شامال” الفرنسية أنهم سيواصلون مهمتهم حتى النهاية، مذكرة بالاعتداءات التي شنها التنظيم على فرنسا.
وانتقدت “بارلي” القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا معتبرة أنه”مباغت وأحادي الجانب”.
يُذكر أن فرنسا تحتفظ بقواعد عسكرية في البادية السورية قرب مدينة “البوكمال”، كما سُجل وصول قوة عسكرية لها مؤلفة من 9 سيارات عسكرية إلى مدينة منبج عقب قرار الانسحاب الأميركي مباشرة.
Sorry Comments are closed