الخرطوم – حرية برس:
أطلقت قوات الحكومة السودانية، اليوم الجمعة، الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، لتفريق محتجين بعدما غادروا مسجداً في أم درمان بالقرب من العاصمة الخرطوم.
وكانت قد دعت لجنة من منظمات المجتمع المدني السوداني، إلى تنظيم احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة بعد صلاة الجمعة، تحت شعار ’’جمعة الغضب‘‘.
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة من منظمات المجتمع المدني، أن السلطات السودانية ألقت القبض على تسعة على الأقل من قادة المعارضة والناشطين قبيل الاحتجاجات الجديدة المتوقعة بعد صلاة الجمعة.
وقال بيان اللجنة التي تضم منظمات مهنية تشارك في الاحتجاجات، إن السلطات داهمت اجتماعاً لزعماء المعارضة في الخرطوم، مضيفةً أنهم اعتقلوا تسعة من بينهم صديق يوسف، الزعيم البارز في الحزب الشيوعي السوداني، وكذلك قياديون من حزب البعث، والحزب الناصري.
وجاءت هذه الاعتقالات بعدما دعا تحالف لجماعات المعارضة إلى المزيد من الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة، للتنديد بارتفاع أسعار المواد الأساسية والعنف الذي طال العديد من المشاركين.
وبث ناشطون تسجيلات مصوّرة تظهر متظاهرين يطالبون بإسقاط النظام السوداني أمام مسجد ود نوباي في العاصمة الخرطوم.
وأظهر تسجيل مصوّر آخر رتلاً عسكرياً يتوجه إلى العاصمة الخرطوم من شارع سوق ليبيا، دون معرفة أسباب التوجه إلى هناك.
ويشكو العاملون في الصحافة في السودان من مضايقات السلطات لهم، التي أحياناً ما تصادر الصحف كلها بسبب مقالات تعتبرها الاستخبارات الوطنية وأجهزة الأمن ’’مسيئة‘‘.
وكان قد اتهم حزب ’’المؤتمر الوطني‘‘ الحاكم قنوات فضائية عالمية بتأجيج الأوضاع في البلاد على خلفية موجة المظاهرات الحالية، قائلاً: إن هذه القنوات تمتلك أيادي في كل العالم، وتعكس صورة سلبية عن الوضع في السودان، في حين ورفض نائب رئيس القطاع السياسي في الحزب، محمد مصطفى الضو، أثناء حديثه في البرلمان، أمس الخميس، الإفصاح عن أسماء تلك القنوات.
وكانت السلطات السودانية قد قررت، يوم الثلاثاء، طرد مراسل ’’التلفزيون العربي‘‘، بعد مشاركته في مداخلة واحدة على الهواء لتغطية المظاهرات والاحتجاجات الجارية.
وبدأ صحفيون سودانيون، يوم أمس الخميس، إضراباً عقب احتجاجات مميتة على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الخبز.
وقالت شبكة الصحفيين السودانيين، إنها تضرب تضامناً مع المحتجين، الذين خرجوا في شوارع الخرطوم وفي مدن أخرى، موضحةً ’’نعلن بدء إضرابا لثلاثة أيام من 27 ديسمبر/كانون الأول احتجاجا على استخدام الحكومة العنف في مواجهة المتظاهرين‘‘.
ونظم صحفيون اعتصاماً خارج مقر صحيفة “التيار” المستقلة، وأخذت عناصر تابعة للأمن ثمانية منهم إلى جهة غير معلومة، بحسب رئيس تحرير الصحيفة.
ويعيش السودان منذ 10 أيام على وقع احتجاجات شعبية تمس العديد من مدن البلاد، تنديدا بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل الخبز والوقود فضلا عن مشكل نقص السيولة.
وطالت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الخبز والوقود 13 ولاية ووصلت إلى العاصمة الخرطوم، حيث نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة وأحرقوا مكاتب للرئيس البشير، ما جعل قوات الأمن تتدخل لتفرقتهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.
واتهمت الحكومة على لسان أكثر من مسؤول “مندسين” من حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، بالتورط في أعمال تخريب صاحبت الاحتجاجات.
والتزم البشير بإخماد الاحتجاجات في البلاد متعهداً بـ’’إصلاحات‘‘ جادة لمعالجة الأزمات الاقتصادية، لكن هذا الوعد لم يجد صدى في أوساط المحتجين.
وخوفاً من توسع دائرة الاحتجاج، قررت الحكومة السودانية تعليق الدراسة في الجامعات لمنع الطلاب من المشاركة في المسيرات، فيما فرض حظر التجوال من السادسة مساء لغاية السادسة صباحاً.
- حرية برس + وكالات
عذراً التعليقات مغلقة