الخرطوم – حرية برس:
قال ’’إدريس سليمان‘‘ الأمين السياسي لحزب الموتمر الشعبي المشارك في الحكومة السودانية، اليوم الأربعاء، إنه يرفض استخدام القوة والعنف ضد المحتجين، مؤكداً أن التظاهر السلمي من حق السودانيين .
وطالب الأمين السياسي خلال مؤتمر صحفي، الحكومة السودانية، بالتحقيق في حوادث القتل التي وقعت خلال الاشتباكات، بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين، فيما حث السلطات على محاسبة المسؤولين.
وأضاف سليمان أن عدد الضحايا وصل إلى 17 شخصاً بالإضافة إلى عشرات المعتقلين، حسب قوله، بينما أعلنت الحكومة السودانية مقتل ثمانية أشخاص في الاحتجاجات فقط، في حين صرحت منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى وصل إلى 37.
وواصلت قوات الحكومة السودانية انتشارها في أنحاء مختلفة من العاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، إلا أنها لم تشهد تظاهرات جديدة، فيما خرجت الحشود في مناطق وولايات آخرى لليوم السابع على التوالي.
وأعلن حاكم ولاية النيل الأبيض أن قوات الحكومة اعتقلت 260 شخصاً بشبهة القيام بـ’’أعمال تخريب‘‘، يوم الجمعة، في الواحد والعشرين من ديسمبر/كانون أول.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الحاكم أدلى بتصريحاته أمام المجلس التشريعي، وأكد أن الإقليم يشهد حالة استقرار في الوقت الحالي، حسب وصفه، متهماً المحتجين يتنفيذهم أعمالاً تخريبية من دون أي مطالب محددة.
من جهة آخرى، قال إعلاميون سودانيون، في تسجيل مصوّر لهم على شبكات التواصل الاجتماعي، إن التسجيل يأتي في سياق عدم قدرتهم على’’التعبير عن رأيهم عبر القنوات الفضائية التلفزيونية التي يعملون فيها‘‘.
وقرر الإعلاميون تصوير مقطع الفيديو لنشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليصل تأييدهم للاحتجاجات السلمية.
إعلاميين ومقدمي برنامج سودانيين
يتضامنون مع خيار الشعب ..#مدن__السودان_تنتفض pic.twitter.com/mxMZhmtriN— Adam Azab 🇬🇦 🇻🇳 (@AdamAzab1001) December 25, 2018
وفي سياق متصل، منعت حكومة السودان، ’’الجريدة السودانية‘‘، من صدور عددها، اليوم الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، وقد حملت مانشيت يتحدث عن “موكب التنحي” الذي يتوجه نحو القصر الرئاسي.
وأفادت الصحيفة عبر صفحتها على’’فيسبوك‘‘، أنها رفضت التعديلات التي أُُمرت بها، بسبب المانشت وبعض الفقرات التي أوردتها في تغطيتها للاحتجاجات، الأمر الذي أدى إلى منع صدورها.
وأوردت أن السلطات السودانية طالبت بسحب صفحة تغطية الأحداث، وبعض أعمدة الرأي والكاريكاتير، ولكن مطلبها قوبل بالرفض.
وتداول ناشطون وإعلاميون تسجيلاً مصوراً يظهر ما وصفوه أنه اقتحام قوات الأمن السوداني يوم الثلاثاء، مبنى جريدة “السوداني” في العاصمة الخرطوم.
ويظهر التسجيل اعتداء قوات الحكومة السودانية على العاملين في الصحيفة، فيما سمع صوت إطلاق نار خلال عملية الاقتحام.
وكانت السلطات السودانية قد قررت، يوم أمس الثلاثاء، طرد مراسل ’’التلفزيون العربي‘‘، بعد مشاركته في مداخلة واحدة على الهواء لتغطية المظاهرات والاحتجاجات الجارية.
وقال الصحفي ’’عدنان الضاهر‘‘ في منشور له عبر موقع ’’فيسبوك‘‘، ’’وصلت الخرطوم فجراً. مداخلة واحدة على الهواء لتغطية المظاهرات على شاشة التلفزيون العربي كانت كافية لاستدعائي من قِبل جهاز الاستخبارات. تم التحقيق معي وأخذ إفادتي والتوقيع على تعهد بعدم ممارسة أي عمل صحفي على الأراضي السودانية وطُلب مني مغادرة البلاد. بعد قليل أعود إلى إسطنبول‘‘.
ومنذ الأربعاء الماضي، خرج محتجون في أكثر من 20 مدينة منددين بالأوضاع المعيشية، ومطالبين بإسقاط حكومة المؤتمر الوطني، وتعرضت خلال الاحتجاجات مقار الحزب الحاكم للحرق إضافة إلى مقار حكومية أخرى.
واتهمت الحكومة على لسان أكثر من مسؤول “مندسين” من حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، بالتورط في أعمال تخريب صاحبت الاحتجاجات.
والتزم البشير بإخماد الاحتجاجات في البلاد متعهداً بـ’’إصلاحات‘‘ جادة لمعالجة الأزمات الاقتصادية، لكن هذا الوعد لم يجد صدى في أوساط المحتجين.
عذراً التعليقات مغلقة