الخرطوم – حرية برس:
اتسعت رقعة الاحتجاجات في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، لتشمل عدداً من الشوارع الرئيسة، بعد إغلاق القوات الحكومية نقطة الحشد الجماهيري الذي دعت إليه المعارضة أمس الإثنين.
وتجمع الآلاف من المتظاهرين في شارع المك نمر شر، بالقرب من القصر الرئاسي من دون تدخل الشرطة لفترة طويلة.
وأغلقت قوات الشرطة والأمن السوداني، الشوارع المؤدية إلى ميدان أبو جنزير، منعاً لحشد شعبي، دعت إليه المعارضة، بغرض التوجه إلى لقصر الرئاسي وتسليم مذكرة تطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي.
مسيرة الخلاص – العربي الساعة 1:37#مدن_السودان_تنتفض#Sudan_Revolts pic.twitter.com/t5dK4OzB7g
— ᴍᴏʜᴀᴍᴇᴅ. (@Mohd3bdu) December 25, 2018
وحاول بعض المتظاهرين تجاوز الحاجز الأمني، مرددين الشعارات المعتادة ’’سلمية سلمية ضد الحرامية‘‘، و’’الشعب يريد إسقاط النظام‘‘، فيما لا يزال التوتر يخيم على منطقة وسط الخرطوم، حيث تنتشر قوات الشرطة والأمن بكثافة وتفرق التجمعات في الشوارع الفرعية، وبحسب الأحزاب المعارضة، فقد اعتقل عدد من كوادرهم في أثناء المظاهرات.
وأطلقت قوات الحكومة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع المحتجين من التقدم نحو القصر الرئاسي في العاصمة السودانية.
واستبقت القوات الحكومية السودانية المحتجين وانتشرت بكثافة شديدة في الطرقات المؤدية إلى القصر في وسط الخرطوم، بينما أغلقت محالٌّ تجارية عدة أبوابها.
وكانت تجمعات مهنية قد دعت إلى مسيرة سلمية اليوم الثلاثاء، نحو القصر الرئاسي لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير بعد أيام من الاحتجاجات المستمرة.
وفي سياق متصل، منعت قوات الحكومة السودانية مراسلة ’’التلفزيون العربي‘‘ في الخرطوم من تغطية أحداث الاحتجاجات في السودان، كما منعت مزود الخدمة المتعاقد مع التلفزيون من تقديم خدمات الإنتاج لمكتبه في العاصمة، فيما أمهلت موفد القناة إلى الخرطوم مدة 24 ساعة لمغادرة البلاد.
وفي أول ظهور علني له منذ اندلاع الاحتجاجات في السودان، اعتبر عمر البشير، لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري في استاد ود الحداد في محلية جنوب الجزيرة، اليوم الثلاثاء، وقوف واحتشاد الجماهير أمامه رداً على كل ’’خائن وعميل‘‘، وعلى الذين روجوا وأطلقوا الشائعات بالقبض عليه وسجنه قائلاً: ’’وأنا الآن موجود بينكم‘‘، متوعداً بملاحقتهم وإخراجهم.
فيما اتهم البشير بقوله: هناك بعض ’’الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين‘‘ استغلوا الضائقة المعيشية من أجل التخريب خادمين أعداء السودان، حسب تعبيره، داعياً مواطنيه إلى التضافر مع بعضهم بعضاً.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إنها تلقت تقارير موثوقة، تفيد أن قوات الحكومة السودانية أطلقت النار على المحتجين وقتلت 37 شخصاً منهم في أثناء ملاحقتها للمتظاهرين.
وقالت “أمنستي” في بيان صدر في وقت متأخر يوم الإثنين إن “تقارير ذات مصداقية تفيد بأن 37 محتجاً قتلوا إثر إطلاق قوات الأمن النار عليهم خلال خمسة أيام من المظاهرات المناوئة للحكومة”.
وقالت سارة جاكسون، مديرة قسم شرق إفريقيا في المنظمة، إن قوات الأمن السودانية “تستخدم قوة مميتة بلا تمييز ضد محتجين عزل، وهذا أمر مزعج للغاية”.
ويأتي تعليق ’’أمنستي‘‘ وسط حالة من الترقب تسود السودان لبدء إضراب عام الثلاثاء، ودعوات إلى استقالة الرئيس عمر البشير، وتشكيل حكومة انتقالية.
وتزعم الحكومة السودانية إن ثمانية أشخاص فقط قتلوا في الاضطرابات، لكن زعيم المعارضة الرئيسة في السودان، صادق المهدي، قال السبت إن عدد القتلى بلغ 22 شخصاً.
ومنذ الأربعاء الماضي، خرج محتجون في أكثر من 20 مدينة منددين بالأوضاع المعيشية، ومطالبين بإسقاط حكومة المؤتمر الوطني، وتعرضت خلال الاحتجاجات مقار الحزب الحاكم للحرق إضافة إلى مقار حكومية أخرى.
واتهمت الحكومة على لسان أكثر من مسؤول “مندسين” من حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور بالتورط في أعمال تخريب صاحبت الاحتجاجات.
عذراً التعليقات مغلقة