أعلن بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، استقالته من منصبه اعتراضاً على قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، وتخليه عن القوات الكردية هناك، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وقد أبلغ ماكغورك وزير الخارجية مايك بومبيو، بقراره مساء أمس الجمعة، وسوف تدخل استقالته حيز التنفيذ في 31 من الشهر الجاري.
وكان ماكغورك قد خطط لاستقالته في الربيع القادم، لكنه سارع بتعديل جدوله الزمني بعد قرار الرئيس بسحب القوات من سوريا، واستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس هذا الأسبوع.
كان ماكغورك مساعداً خاصاً للرئيس السابق جورج دبليو بوش، ومديراً لشؤون العراق وأفغانستان. أما في عهد الرئيس أوباما، فقد شغل منصب مستشار خاص في المجلس الأمن القومي الأمريكي، وكبير مستشاري سفير الولايات المتحدة إلى العراق، إضافة إلى منصب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش في حكومة أوباما، خلفاً للجنرال جون ألين، بعد أن شغل منصب نائبه منذ شهر أيلول/ سبتمبرمن عام 2014.
علاوة على ذلك، قاد مفاوضات سرية مع إيران بين عامي 2014 و 2016 أدت إلى الإفراج عن أربعة سجناء أمريكيين من سجن إيفين في طهران، و كان من بينهم مراسل صحيفة واشنطن بوست، جيسون رضایان. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فقد استمرت تلك المهمة 14 شهراً، إضافة الى عدة مهام أخرى قادها ماكغورك عززت من سمعته كشخص قادر على تنفيذ المهام الصعبة.
وعلى الرغم من خدمته في الإدارة السابقة، أبقى الرئيس ترامب عليه في وظيفة تتطلب تنسيق عشرات الدول الأخرى التي لجأت إليها الولايات المتحدة للانضمام إلى محاربة داعش في العراق وسوريا.
قبل أقل من أسبوعين، صرح ماكغورك في مؤتمر صحفي أنه “سيكون من غير المسؤول مغادرة سوريا في المستقبل القريب لأن داعش لم تهزم بعد”.
ترك قرار ترامب ماكغورك غير قادر على التوضيح للحلفاء الأمريكيين الذين كانوا يحاربون تنظيم الدولة مع الولايات المتحدة بسبب عدم استشارتهم أو إبلاغهم مسبقاً. ولم يتمكن كبار مسؤولي إدارة ترامب من إبلاغ الحلفاء والقوات الكردية ما إذا كانت الضربات الجوية الأمريكية ستستمر في سوريا لدعم المهمة ضد داعش.
وقالت مصادر مطلعة على المسألة إن ماكغورك شعر بالإحباط بسبب إعلان ترامب المفاجئ، حيث كان متواجداً في العراق مجتمعاً مع كبار القادة عندما قام ترامب بإعلان قراره عبر تويتر، واصفاً القرار أنه “ينافي الاستراتيجية التي كان قد قدمها للتو لشركاء التحالف أثناء وجودهم في المنطقة”.
وقد اعتبر ماكغورك القرار متهوراً ولم يستطع الدفاع عنه، ناهيك عن تنفيذه، رافضاً المقامرة بمصداقيته، حسبما ذكرت المصادر لشبكة CNN.
وكان ترامب قد أعلن في تغريدة له نشرها على حسابه الشخصي في موقع تويتر يوم الأربعاء الماضي أن واشنطن ستسحب نحو ألفي جندي من القوات الأمريكية في سوريا عقب الانتصارات التي حققتها على تنظيم الدولة الإسلامية، معتبراً أن المعركة قد حسمت في سوريا.
ويجدر الذكر أن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، كان قد وجه رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول أمس الخميس، قدم فيها استقالته من منصبه، معللاً قراره بوجود اختلافات جوهرية مع الرئيس حول إدارة سياسة البلاد.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة