الرقة – حرية برس:
انسحبت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘، مساء أمس الخميس، من معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.
وأفادت مصادر محلية بأن مليشيا ’’قسد‘‘ قد سحبت جميع آلياتها وعناصرها باتجاه جنوب المنطقة بمسافة تصل إلى أكثر من 7 كم، كما لوحظ إنزال رايات المليشيا من ساحة المعبر ولم يعد لها أي وجود.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من سوريا، وسحب عشرات الآليات للجيش الأمريكي صباح أمس الخميس.
وبينّت المصادر أنه هناك حالة تخبط كبيرة بين صفوف مليشيا ’’قسد‘‘ في مناطق سيطرتها، وذلك عقب التصريحات الأمريكية، حيث تشنّ حملات تجنيد إجباري تستهدف الشبان بمناطقها تحسباً لعملية ’’شرق الفرات‘‘ التي ستقوم بها تركيا قريباً.
وكان الجيش التركي أزال قبل أيام، جزءاً من الجدار الإسمنتي قبالة تل أبيض، تزامناً مع التصريحات التركية، بنيّة شنّ عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات ضد المليشيات الكردية.
وكانت مليشيا ’’قسد‘‘ اعتبرت في وقتٍ سابق، أن قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا ’’طعنة في الظهر، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين‘‘، على حد تعبيرها.
ونقلت ’’رويترز‘‘ عن القيادية بمليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ إلهام أحمد، اليوم الجمعة، قولها: ’’إن قوات سوريا الديمقراطية قد لا تتمكن من مواصلة احتجاز سجناء تنظيم الدولة الإسلامية إذا خرج الوضع في المنطقة عن السيطرة‘‘.
وابتزت القيادية الدول الداعمة للمليشيا بقولها: ’’إن قوات سوريا الديمقراطية قد تضطر للتوقف عن قتال المسلحين المتشددين إذا اضطرت لإعادة نشر قوات لمواجهة هجوم تركي محتمل‘‘، حسب وصفها.
وزعمت القيادية في المليشيا أنه ’’عندما لم يكن الأميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب (الإرهاب)، سنستمر في مهمتنا هذه لكن بمواجهة الإرهاب هذا سيكون أمراً صعباً لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا‘‘.
بدوره، قال مسؤول في البنتاغون لقناة ’’الحرة‘‘ إن الانسحاب الأميركي من سوريا يجري وفقاً لوتيرة سريعة، وإن الحلفاء في مليشيا قوات قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ سيستفيدون من دعم دول أخرى في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم ’’داعش‘‘، وخصوصاً من بريطانيا وفرنسا.
وأعلن البيت الأبيض، يوم الأربعاء الفائت، أن قواته بدأت بالانسحاب من سوريا، موضحاً أن بلاده انتصرت على ’’تنظيم الدولة‘‘، ومؤكداً أن النصر لا يعني نهاية التحالف الدولي أو حملته.
وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن بدء عملية عسكرية في شرق الفرات ضد مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وقالت تركيا الجمعة الماضية، إنها طلبت من الولايات المتحدة التخلي عن نقاط المراقبة هذه، وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن وزير الدفاع خلوصي أكار سلم هذا الطلب للممثل الخاص للولايات المتحدة للشأن السوري جيمس جيفري خلال اجتماع في العاصمة أنقرة.
Sorry Comments are closed