ياسر محمد – حرية برس
أثارت زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى دمشق، ولقاءه رأس النظام بشار الأسد، الأسبوع الفائت، حراكاً عربياً وروسياً، ليدخل الاتحاد الأوروبي على الخط، محذراً من أن الوقت “ليس مناسباً” للتطبيع مع نظام الأسد وإعادته إلى المنظمات والهيئات الدولية.
فمن بوابة “التسوية السياسية” والإغراء بحلحلة قريبة، دخل المندوب الروسي، قائلاً أمس الخميس: “الوضع في سوريا تغير للأفضل، ونلاحظ الخطوات الإيجابية التي اتخذتها دول المنطقة التي تحاول تطبيع علاقتها مع دمشق، ونأمل أن يكون السعي إلى إقامة علاقات كاملة للدول العربية مع سوريا وعودة سوريا للعائلة العربية في أسرع وقت ممكن وهو ما سيدعم عملية التسوية”.
إلا أن الرد الأممي الوازن لم يتأخر، حيث وجه الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، رسالة لمصر والدول العربية حول الموضوع، قال فيها إن الوضع الراهن ليس مناسباً لإعادة نظام الأسد إلى المنظمات الدولية.
وأضاف البيان: “بالنظر إلى الدور النشط الذي تلعبه مصر في جامعة الدول العربية، ينتهز الاتحاد الأوروبي الفرصة للتأكيد على أن الوقت الحالي ليس مناسبا لتطبيع العلاقات مع سوريا، ولا إعادة دمج سوريا في المنظمات الدولية”.
وكان مصدر في الرئاسة التونسية، أعلن أول من أمس الأربعاء، أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة رأس النظام بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها بتونس، في مارس/ آذار المقبل.
وكانت سرت شائعات بعد زيارة البشير، تفيد بأن تونس ستوجه دعوة لرأس النظام السوري لحضور أعمال القمة القادمة، إلا أن وزير الخارجية التونسي، خميّس الجهيناوي، نفى الأمر، مشيراً إلى أن “تونس لم ترسل دعوات حاليا إلا للسعودية والإمارات”، مضيفاً: “وضعية سوريا معروفة في إطار الجامعة العربية، ولا بد أن يجتمع القادة والرؤساء العرب في تونس، وهم من يقررون، وليس تونس، دعوة الأسد من عدمها”.
الإعلام الروسي، وتحديداً وكالة “سبوتنيك”، تلعب دوراً أساسياً ومدروساً في فك عزلة “الأسد”، إذ تفبرك “سبوتنيك” أخباراً بشكل دائم حول زيارات مزعومة، كان آخرها الثلاثاء الماضي، إذ استغلت الوكالة زيارة الرئيس السوداني لتنشر خبراً -بلا مصادر- عن استعداد الرئيس العراقي برهم صالح للتوجه إلى دمشق ولقاء رأس النظام، وهو ما نفاه مصدران عراقيان في رئاسة الجمهورية، ونقلت وكالة الأناضول عن المصدر الأول قوله “إن الأنباء التي تحدثت عن زيارة قريبة للرئيس العراقي إلى سوريا؛ عارية عن الصحة”، في حين ذكر المصدر الثاني أن جدول أعمال زيارات صالح المقررة حتى فبراير/شباط المقبل تخلو من أي زيارة إلى دمشق”.
إلا أن العراق وحكوماته الحالية والسابقة، تُعتبر من أشد أنصار “الأسد”، ومن دعاة إعادته إلى الجامعة العربية ومؤسساتها، وإن يكن خبر زيارة الرئيس العراقي إلى دمشق مفبركاً، فإن التعاون الوثيق على الأرض هو حقيقة، يبدو أن الانسحاب الأميركي من سوريا سيعززها، حيث أكد مسؤول عراقي أن “الخطوة ستدفع إلى تعزيز التعاون مع نظام بشار الأسد بالمناطق التي سيشغلها بعد الانسحاب الأميركي، تحديداً في محور البو كمال ودير الزور”.
وتوقع مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي أن تشكل الخطوة “إنعاشاً لمركز التنسيق الرباعي أو التحالف الرباعي الروسي الإيراني العراقي والسوري في الفترة المقبلة، حيث كان الوجود الأميركي في المناطق السورية الحدودية أبرز معوقات تطوير مهامه الجوية والبرية والاستخبارية”.
لكن؛ يرى متابعون ومحللون أن التنسيق الأمني أسهل بكثير من التطبيع السياسي، إذ أن الأول يمكن تبريره بالمصالح العليا والأمن القومي، أما التطبيع السياسي فإنه إعلان تمحور تُبنى عليه مواقف إقليمية ودولية.
عذراً التعليقات مغلقة