ياسر محمد – حرية برس
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إن نظامه عازم على “محاربة المتطرفين” في سوريا بلا هوادة، ومواصلة دعم نظام الأسد على كل الأصعدة.
وأثناء اجتماع موسع عقده اليوم في مقر وزارة الدفاع الروسية لبحث نتائج العام المنتهي، أكد بوتين أن الأوضاع في سوريا تستقر تدريجياً بعد القضاء على القوات الأساسية للمسلحين، لكن هؤلاء “ما زالوا يحاولون الانقضاض”!.
وزعم بوتين أن العسكريين الروس يقومون بمهامهم “المتعلقة بحفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ويساعدون في استعادة السلام والاستقرار إليها والحفاظ على وحدة أراضيها”.
وتُعتبر موسكو مسؤولة عن عشرات المجازر التي ارتُكبي بحق مدنيين سوريين في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، كما قتلت آلاف الأطفال والنساء، وكان “مركز المصالحة الروسي” التابع لقاعدة “حميميم” الروسية في طرطوس، عراباً لكل اتفاقيات “المصالحة” التي فُرضت بعد تدمير مناطق المعارضة، هذا غير الدعم السياسي اللامحدود الذي أبطلت روسيا عبره كل المقررات الأممية التي كان يمكن محاسبة “الأسد” ونظامه بموجبها.
وتواصل روسيا محاولة فرض سيطرتها على مستقبل سوريا، من خلال “العملية السياسية” التي حرفتها من جنيف إلى مسار “أستانا- سوتشي”، لتنفرد مع (تركيا وإيران) بتقرير مصير سوريا وفق مصالحها، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح تركيا في المناطق الحدودية.
وفي هذا الصدد، أكدت الخارجية الإيرانية، ومصادر صحفية عربية وروسية، أن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) سلمت المبعوث الدولي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، قائمة “اللجنة الدستورية”، والتي من المتوقع أن تعلنها الأمم المتحدة اليوم، ويُعتبر هذا الأمر انتصاراً آخر لموسكو بشكل رئيسي، إذ أنها أفشلت القائمة التي وضعها دي مستورا عن “ثلث المستقلين” في وقت سابق، لتفرض أسماء بعينها على اللجنة، مما يزيد رصيد النظام، خصوصاً بعد اختراق “هيئة التفاوض المعارضة” من قَبل عبر زج “منصة موسكو” في تشكيلتها، ما يجعل لروسيا حصة حتى في “ثلث المعارضة” الممثل في اللجنة الدستورية.
وتأمل موسكو أن تفضي العملية السياسية المشوهة إلى كتابة دستور جديد، يحكم قبضتها على سوريا ويشرعن وجودها، كما يسمح لرأس النظام بالترشح مجدداً للرئاسة، على أن يكون “للمعارضة” حضور شكلي من شأنه أن يشرعن كل القرارات التي تتخذها أي سلطة حاكمة!.
يذكر أن التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا بدأ في أيلول 2015، ورجح كفة النظام بشكل كبير، حيث استخدمت روسيا آلة عسكرية ضخمة، على رأسها سلاح الجو الذي ارتكب مجازر دموية بحق مئات المدنيين السوريين، وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن روسيا قتلت أكثر من 6 آلاف مدني منذ تدخلها في سوريا حتى تموز الماضي. وبحسب تقرير صادر عن الشبكة، في تموز الماضي، فإن “القوات الروسية مستمرة في ارتكاب المجازر الوحشية وقتلت 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً منذ تدخلها في سوريا”.
عذراً التعليقات مغلقة