مزارعو الجنوب السوري يهجرون حقولهم بسبب مخلفات قصف الأسد

فريق التحرير17 ديسمبر 2018آخر تحديث :
يعاني القطاع الزراعي في درعا من صعوبات جمة بسبب سياسة نظام الأسد – عدسة لجين المليحان

لجين المليحان – حرية برس:

يعاني قطاع الزراعة في الجنوب السوري من تدهور مستمر منذ أكثر من 6 سنوات خصوصاً بعد سيطرة قوات الأسد ومليشياته على المنطقة مؤخراً، بعد أن هجر المزارعون أراضيهم وحقولهم التي كانت تشتهر بغناها ووفرة محاصيلها من الحبوب والخضروات، بسبب الخوف من مخلفات قصف قوات الأسد ومليشياته التي أمطرت تل الأراضي والحقول.

يقول المهندس “نزيه قداح” في حديثه لـ”حرية برس” إن “العصابة الأسدية المجرمة والمليشيات التابعة لها قامت أثناء حصار المدن والأرياف بزراعة آلاف العبوات الناسفة المعدة للآلات الثقيلة، والعبوات الناسفة الفردية في الأراضي الزراعية، وذلك بهدف إحكام الحصار ومنع مرور الأهالي من خلال هذه الأراضي، كما عمدت على قصف هذه المناطق الزراعية بالقذائف العنقودية بالطائرات الحربية والمدفعية وخصوصاً في الحملة العسكرية الشرسة الأخيرة على الجنوب”.

وأضاف “قداح” إن “انتشار هذه القذائف العنقودية على مساحة قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من كيلو متر مربع، يزيد معاناة الفلاحين والخطورة من انفجارها بهم أثناء عملهم في الأراضي، مما أجبرهم عن العزوف عن الزراعة بشكل نهائي”.

وأشار “القداح” إلى أن “قصف قوات الأسد ومليشياته بالأسلحة الفوسفورية وغيرها من مواد سامة، للأراضي الزراعية تسبب بتلوث التربة، كما حدث في بلدة المسيفرة، وحادثة قرية السكرية حيث توفي 5 أطفال وأصيب آخرون إثر تناولهم فطراً برياً ملوثاً بمواد سامة ناتجة عن قصف لقوات الأسد من تل الجابية”.

بدوره أكد “علي الصلخدي” عضو مجلس محافظة درعا الحرة سابقاً إن “الوضع الأمني المتردي في الجنوب أدى لهجرة الشباب ،كما إن نظام الأسد بدأ بسوق الآخرين إلى الخدمة الإجبارية في قواته، في حين هجر نظام الأسد قسماً كبيراً من الشباب نحو الشمال السوري المحرر، وآخرون آثروا البقاء والاختباء خوفاً من الاعتقال”.

وأوضح “الصلخدي” إن “وضع القطاع الزراعي في الجنوب السوري بمحافظتي درعا والقنيطرة، مأساوي للغاية بال أن الأراضي الزراعية تأثرت بسبب مخلفات القصف التي لم تنفجر بعد، إضافة لعدم وجود فرق مختصة لنزع هذه القنابل، إضافة إلى غلاء المواد الزراعية من بذور وأسمدة ومبيدات حشرية، ناهيك عن نقص اليد العاملة وغلاء المحروقات”.

يشار إلى أن مخلفات قصف سابق استهدفت به قوات الأسد الجنوب السوري إضافة إلى عشرات الألغام والعبوات أودت بحياة العشرات من المدنيين وجرحت آخرين،كل هذا أدى إلى تدهور قطاع الزراعة بشك كبير في الجنوب السوري عقب سيطرة نظام الأسد ومليشياته عليها، على الرغم من أن مساحة محافظة درعا نحو 373 ألف هكتار مربع يتجاوز حجم الأراضي الزراعية فيها الثلثين،

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل