جنوب إدلب مقابل شمال الرقة! شائعات عن “صفقات” محتملة

فريق التحرير14 ديسمبر 2018آخر تحديث :
قوات من الجيش التركي في محافظة إدلب شمالي سوريا – تواصل اجتماعي

ياسر محمد – حرية برس

مع اقتراب موعد العملية العسكرية التركية شرق الفرات، وفق إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتخذت القوى الداخلية استعداداتها، وتحفزت الدول الفاعلة والمسيطرة في المنطقة لحماية مصالحها وعقد صفقات تحقق أقصى مكاسب لكل دولة على حدة.

وتشير التوقعات إلى احتمالين:

الأول: أن يكون هناك تفاهم أميركي- تركي حول منبج وغيرها من مناطق تشمل حتى ريف الرقة الشمالي.

والثاني: صفقة روسية- تركية يتم بموجبها إطلاق يد تركيا شرق الفرات وصولاً لتخوم الرقة، مقابل سيطرة النظام وحلفائه على جنوبي إدلب حتى معرة النعمان.

ويبدو أن لكل من السيناريوهين ما يدعمه، فواشنطن ليست راضية عن الخطوة التركية ولن تتخلى عن دعمها لحليفها “قسد”، وقد عبرت بشكل مباشر عن رفضها للخطوة التركية، لكن وسائل إعلام قالت إن مفاوضات تجري وراء الكواليس، يدعمها المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، الذي كان عمل سفيراً لبلاده في أنقرة، وأحد المدافعين عن تحسين العلاقة مع تركيا. إذ يعتقد جيفري أنه “لا يمكن لاستراتيجية أميركا في سوريا أن تنجح دون تركيا”، خصوصاً ما يتعلق بهزيمة “داعش” وتقليص نفوذ إيران والدفع لحل سياسي. لكن زيارته الأخيرة إلى تركيا كانت “عاصفة ومفاجأة لجهة لهجة المسؤولين الأتراك ضد واشنطن”.

وقال تحليل لصحيفة “الشرق الأوسط” إن أنقرة بموجب هذا الاحتمال قد تحصل على تنازلات عميقة من واشنطن إزاء دعمها لـ”قسد”، بحيث تشمل: أولاً، إبعاد القياديين في “حزب العمال الكردستاني” (المصنف إرهابياً)، فهناك حديث عن وجود 50 قيادياً من “العمال” في “قسد”. ثانياً، تسريع تنفيذ خريطة منبج وإخراج “قسد” وتشكيل المجلس المحلي. ثالثاً، تخفيف تسليح “قسد” بسلاح ثقيل. رابعاً، إجراءات سريعة في تركيبة ما يسمى “وحدات حماية الشعب”. خامساً، حصول أنقرة على صلاحية ملاحقة مسلحين في شريط حدودي على طول الحدود السورية – التركية.

أما إن فشل هذا السيناريو، أو لم يعد الوقت كافياً لتنفيذه، من جراء مماطلة واشنطن ونفاد صبر تركيا، فإن السيناريو الثاني يصعد إلى الواجهة، ولطرفيه (روسيا وتركيا) مصالح متقاطعة وأيضاً لا تتضارب مع مصالح الشريك الثالث في مسار أستانا (إيران).

وتقول التحليلات الصحفية إن هذا السيناريو يقوم على حصول مقايضة بين جنوب إدلب وشمال الرقة، على غرار “مقايضات” شرق حلب ومنطقة “درع الفرات” بين الباب وجرابلس شمال حلب نهاية العام 2016، ومقايضة الغوطة وريف حمص الشمالي وحوران مع عفرين، بداية العام الجاري 2018.

وإذا ما تمت “المقايضة” الثالثة، الآن، فإن الساحة السورية ستشهد في الأيام القليلة القادمة عمليتين عسكريتين: الأولى، هجوم بدعم أنقرة نحو رأس العين شمال سوريا. والثانية، هجوم النظام والميليشيات التابعة له نحو خان شيخون ومعرة النعمان في جنوب إدلب.

إلا أن المحلل العسكري، العميد المنشق أحمد رحال، استبعد تماماً هذا السيناريو، وكتب في تغريدة على “تويتر”: “تتردد عبارة بيع إدلب وأن إدلب تباع مقابل شرق الفرات وغيرها من عبارات تعكس غباء مطلقيها، شرق الفرات ملف معلق بين تركيا وأمريكا.. إدلب ملف معلق بين تركيا وروسيا.. كيف يتم التبادل؟؟ بالنهاية إدلب تشكل ملف غاية بالأهمية المشتركة بين الثورة وتركيا ولا يمكن الاستغناء عنها”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل