نظام الأسد يسوق شباب ’’التسوية‘‘ بالجنوب السوري للخدمة الإلزامية

فريق التحرير15 ديسمبر 2018آخر تحديث :
السطوة الأمنية لنظام الأسد تعود إلى درعا وسط دمار معظم المناطق السكنية – درعا البلد – عدسة: حرية برس©

لجين المليحان – حرية برس:

يعيش الجنوب السوري مشهداً يومياً من ملاحقة شبانه وسوقهم إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيش الأسد، دون تقيد النظام بمدة التسوية التي اتقفت عليها روسيا مع فصائل الثوار، فقد تهافتت بطاقات ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ للإحتياط من قبل شعب تجنيد المنطقة الجنوبية، ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻵﻻﻑ ﺍلشباﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ ﻣﺤﺎفظتي درعا والقنيطرة ﺟﻨﻮﺑﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ.

كما أﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺴﻌﻰ من خلال هذه العملية ﺇﻟﻰ إفراغ ﻗﺮﻯ ﻭﺑﻠﺪﺍﺕ الجنوب من شبابه ﻋﺒﺮ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﻢ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ والإحتياط ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻓﻘﺪ تسلمت ﻣﺨﺎﻓﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ الجنوب السوري ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻧﺤﻮ 60 ﺃﻟﻒ ﻣﻄﻠﻮﺏ للاﺣﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ.

وقال الناشط ’’أبو محمود الحوراني‘‘ في حديثه لحرية برس، ’’تم قبل يومين اعتقال 8 أشخاص من بلدة الحارة في ريف درعا‘‘، منوهاً إلى أنهم يحملون بطاقات التسوية ورافضين للخدمة الإلزامية وأثناء محاولتهم الذهاب الى إدلب تم اعتقالهم.

وأضاف الحوراني أن سبب ارتفاع نسبة سوق شباب الجنوب هو وضع قوائم من قبل نظام الأسد وبنسبة معينة لكل قرية وبلدة، فكل بلدة يوجد فيها نسبة من أبناءها بسن الخدمة الالزامية والاحتياطية، كما أنه يوجد ضمن هذه قوائم أسماء لعدد من الشهداء، كما حدث في خربة غزالة والمسيفرة.

وأشار الناشط إلى أن الذين يتأخرون عن تلبية دعوة الخدمة عن مدة 48 ساعة يتم تغريمهم مادياً، لافتاً إلى أن أحد الأشخاص دفع مبلغ 60 ألف ليرة سورية، لأنه تأخر يوما واحدا عن الالتحاق، وهذا المبلغ مخفض عن المبلغ النظامي وقدره 150 ألف ليرة، فيما يخدم 6 أشهر زيادة عن مدة خدمته.

واعتبر الحوراني أن هذه الأفعال هي فخ من نظام الأسد، مؤكداً أن القرارات كالعفو وبطاقات التسوية، لم تنفع أي شخص، كما أن الحواجز لم تستجب لأي اتفاق، وتم اعتقال الكثير على حواجز مناطق درعا والقنيطرة، مشيراً إلى أن ضباط النظام يقولون دائماً للناس إن بطاقات التسوية لن تستطيع إنقاذهم، مؤكدين بقولهم: ’’إنها ليست سوى فخ لكم‘‘.

وأكد أيضاً أنه تم رصد أرتال خرجت من ’’الفيلق الخامس‘‘ ومن ’’الفرقة الرابعة‘‘ التابعين لقوات الأسد، من درعا باتجاه الشمال السوري، وتحديداً إلى ريفي حماة واللاذقية في جبل التركمان.

واستبعد أن الشباب الجدد الذين يتم سوقهم في الوقت الحالي إلى الخدمة الإلزامية، زجهم في الجبهات بشكل مباشر بسبب عدم خبرتهم في القتال، مرجحاً أنه ’’ربما لفترة شهر أو شهرين يتم زجهم في جبهات القتال‘‘.

وأضاف أنه قد طلب 700 شخص من بلدة المسيفرة و500 من داعل و200 من بلدة خربة غزالة، إضافة إلى مطلوبين لخدمة الاحتياط في جيش الأسد من مواليد 1976 حتى مواليد 1990، كما ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﺒﺔ ﺗﺠﻨﻴﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﻨﻤﻴﻦ ﺗﺴﻠّﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺗﻀﻢ 1000 شخص، مؤكداً أنه خلال الايام القليلة الماضية تم اعتقال 100 شخص من عدد من المناطق في محافظة درعا.

وأكد الحوراني أن الروس لايستجيبون لأي مطلب من المطالب ولايقومون بالضغط على نظام الأسد بخصوص الخدمة الأحتياطية أو الإلزامية أو تأجيل هذا الأمر، غير مبالين بالفترة التي كانوا ضامنين لها، مشيراً إلى نسبة الأعتقالات التي تحدث، إلا في بعض الحالات التي يتدخلون فيها، حسب وصفه.

ﻭﺍﺳﺘﻨﻜﺮ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﺭﻋﺎ، ﻧﻘﺾ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ ﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ، ﺍﻟﺬي نص ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻬﺎﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍلاﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ، ﻣﺪﺓ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻬﻢ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺘﻌﻬﺪﺍﺗﻬﺎ.

ﻭﺷﻬﺪ الجنوب السوري ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺾ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﺘﻌﻬﺪﺍﺗﻪ، ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍلاﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍلاﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ، إضافة إلى ﻇﻬﻮﺭ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺣﺎﻻﺕ ﻗﺘﻞ ﻟﻘﻮﺍته ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ قبل مدة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل