نحو مزيد من التصعيد.. دعوات جديدة للتظاهر في فرنسا السبت المقبل

فريق التحرير29 نوفمبر 2018آخر تحديث :
REUTERS

مصطفى عباس – باريس – حرية برس

لا أحد يستطيع التنبؤ إلى أين ممكن أن تصل احتجاجات أصحاب “الستر الصفراء” في فرنسا التي دخلت أسبوعها الثالث، في ظل إعلان المتظاهرين عن احتجاجات جديدة يوم السبت المقبل، مطالبين بعدم رفع أسعار الوقود وزيادة القدرة الشرائية للفرنسيين، ويقابلها تعنت الحكومة التي تريد أن تمضي قدماً في إصلاحات تعهد بها الرئيس مانويل ماكرون الذي يبدو أنه في أسوأ أيامه، وأبرزها خفض الانفاق العام، وإصلاح نظام التقاعد، وإصلاح الوظيفة العمومية، وإصلاح الجامعات.

عنف في الشانزليزيه

وكان عشرات الآلاف المحتجين قد خرجوا يوم السبت في مناطق مختلفة من الأراضي الفرنسية، وخصوصاً في العاصمة باريس، وتحديداً في شارع الشانزليزيه الشهير، حيث اصطدموا بحواجز ومتاريس وضعتها شرطة حفظ النظام، كي تمنعهم من التقدم، حيث يوجد أماكن حساسة كقصر الإليزيه، مقر الرئيس ماكرون، أو مقر رئيس الحكومة قرب الشانزليزيه، فجرى اصطدام بين المتظاهرين والشرطة- إذ استقدمت الحكومة ثلاثة آلاف منهم إلى باريس- ما أدى لجرح نحو عشرين شخص، أربعة منهم رجال شرطة، حيث استخدم الأخيرون الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، في ذلك الشارع الذي يوصف بأنه شريان الاقتصاد الفرنسي. كما قامت الشرطة باحتجاز نحو مئة وثلاثين شخصاً على خلفية الاحتجاجات في أنحاء فرنسا، منهم 69 شخصاً في العاصمة باريس.

صحيفة لو باريسيان قالت إن اصطدامات عنيفة ومتكررة درات يوم السبت بين شرطة حفظ النظام ومحتجي السترات الصفراء، خصوصاً في شارع الشانزليزيه، حيث خرب المتظاهرون أرضية الشارع و تراسات المطاعم والمقاهي هناك، كما تم كسر مواقف الباصات، والعديد من نوافذ المتاجر.

“يللا ارحل يا ماكرون”

صحيفة اللوموند الشهيرة عنونت ” لقد تمت تغطية شارع الشانزليزيه بالغاز المسيل للدموع” وأضافت الصحيفة أن حوالي ثمانية آلاف شخص حاولوا تحدي الشرطة لفك الحظر المفروض على المظاهرات في الشارع الباريسي يطلقون على أنفسهم “دعاة السلام”، وقفوا وجها لوجه مع شرطة حفظ النظام، ثم ما لبثت المظاهرات أن تحولت بسرعة إلى المواجهة.

وتصف الصحيفة ماجرى فتقول إنه وسط شارع الشانزليزيه، توجد كومة من الألواح الخشبية، وحواجز ورش البناء، وعلب القمامة البلاستيكية وغيرها من قطع أثاث الشوارع، ويرتفع دخان أسود كثيف.. شباب متحمسون الشباب يقفون على بقايا حاجز لم يشتعل، العلم الفرنسي في اليد، وهم يهتفون: “كلنا معاً.. كلنا معاً” و “استقل يا ماكرون “.

“تعفيش” في الشانزليزيه

وفي عنوان فرعي عنونت الصحيفة “السلطات تموت خوفاً” ونقلت عن متظاهر فرنسي قوله: لا أدري كيف تمكن ماكرون من القيام بذلك.. إنه أمر لا يصدق.. لقد رفع فرانسوا أولاند كل شيء ولكنه كان ودياً، لطيفاً، أما ماكرون فهو مزعج ومهين.. لقد انتهى ماكرون، وسلطته تموت خوفاً امام تحركات لا يمكن التحكم بها.

وتضيف اللوموند لقد أصبح مثيرو الشغب أكثر عدداً وأكثر نشاطاً بعد حلول الظلام، حيث كسرت واجهات المتاجر وتم نهبها، ولا سيما شارع فرانسوا الأول، حيث نُهب متجر جيفنشي.

وعود بنزول 5 ملايين إلى الشارع

مجلة الاكسبرس عنونت ” إلى تحرك ثالث من قبل الستر الصفراء”.

وتتابع المجلة أن حدثاً على الفيسبوك طالب بتحرك جديد في الأول من كانون أول القادم، ولكن السترات الصفراء تنكر وجود الصفحة بالأساس.

هل ستحضر السترات الصفراء هذا الحدث؟ بعد مظاهرات تحولت لفوضى في الشانزليزيه يوم السبت الماضي، وقال منظمو الحدث أنهم يريدون أن يتجمعوا ويتظاهروا يوم السبت القادم في الشانزليزيه، متعهدين أنه لن يكون هناك أي تخريب، وسينزل للشارع خمسة ملايين فرنسي.

تشويه سمعة المتظاهرين

وفي عنوان آخر تقول الاكسبرس ” الحكومة متهمة بتشويه سمعة السترات الصفراء”.

وقالت المجلة إن المعارضة أدانت استعداد الحكومة لخفض الحركة، وممارسة العنف، مضيفة أن مارين لو بين زعيمة اليمين المتطرف تم اتهامها من قبل وزير الداخلية كريستوف كاستنير أنها تحرض على التظاهر، وأكدت لوبين أنهم لم يحرضوا أبداً على العنف، متهمة من جانبها الحكومة بالتأسيس للتوتر، وقالت أن الحكومة تريد أن تجعل منها كبش فداء.

خطاب الفتنة والتحريض

بدورها صحيفة اللوفيغارو وفي مقال رأي عنونت “السترات الصفراء في الشانزليزيه.. وتصرفات كاستنر تصل إلى طريق مسدود”.

سواء شئنا أم أبينا فإن استراتيجية السترات الصفراء قلبت الطاولة على الشرعية. الغضب الحقيقي للتذكير ضمنياً بأصل العزلة الاجتماعية التي يعانيها مؤيدو ماكرون “الماكرونيون”، فالغائب عن الوعي لا يتكلم.

ويضيف الكاتب أن القنوات الإخبارية والشبكات الاجتماعية تشكل منتدى حياً يحمل الانفعالات المشاعر المفرطة. وفي هذه الفجوة العاطفية، أراد وزير الداخلية في وضح النهار أن يحاول فرض وجهة نظره حول قوة التحرك لدى السترات الصفراء، وربطها بشكل أو بآخر بالتجمع الوطني التابع لمارين لو بين، حيث يتم التهويل من خلال اللجوء لخطاب هو شبه مجرَّم إنه خطاب ” الفتنة” والتحريض، كما لو أن الجمهورية أصبحت فجأة في خطر.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل