محمود أبو المجد – حمص – حرية برس:
بعد خروج الثوار والمنظمات الإنسانية إلى الشمال السوري، يعاني السكان في ريف حمص الشمالي مع قدوم فصل الشتاء غلاء أسعار المحروقات وانقطاع مشاريع التدفئة التي كانت تحد إلى شكل كبيرة من معاناة الأسرة المحتاجة في المنطقة.
“أم مازن” زوجة شهيد وأم لسبعة أطفال تعيش حالياً بالمناطق التي تخضع لسيطرة النظام شمالي حمص قالت لحرية برس: “عندما كان الثوار يسيطرون على المنطقة كانت معظم الأسر تحصل على مادة المازوت والحطب مجاناً من المنظمات الإنسانية من خلال مشاريع تهدف إلى مساعدة المحتاجين لمواجهة برد الشتاء القارس”.
وأضافت: أنه “بعد دخول نظام الأسد إلى ريف حمص الشمالي انقطعت المشاريع الإنسانية المقدمة من المنظمات، كما أن النظام قدم وعوداً كثيرة للأهالي لتحسين الوضع المعيشي ولكن تبين لاحقاً أنه محض أكاذيب، إضافة أن سعر مادة المازوت وصل 200 ليرة سورية، وأي عائلة بحاجة لـ500 ليتر على أقل تقدير، ما يعني دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ ضخم لا يملكة معظم السكان”.
أما “أنور أبو طه” أحد السكان في ريف الشمالي قال إنه “يترتب الآن على معيل الأسرة مصاريف كبيرة تتمثل بدفع فواتير كهرباء وماء لم تكن موجود أثناء سيطرة الثوار على المنطقة، فضلاً عن عزوف معظم الشباب عن العمل خارج المنطقة خوفاً من المعاملة السيئة التي يتلقونها على حواجز النظام وخشية الاعتقال”.
وأشار إلى أن “البحث عن مواد للتدفئة في الأزقة والشوارع بات ملحوظاً، مع عدم القدرة على قطع الأشجار من الأحراش بسبب وجود قوات النظام وعدم السماح الإقتراب منها”.
فيما أكد”موفق” أحد بائعي المحروقات شمالي حمص بأن الطلب على مادة المازوت أصبح قليل جداً، مقارنة بالسنوات السابقة أثناء عمل المنظمات الإنسانية على مشارع تدفئة للمستحقين، كما أن غالبية أصحاب السيارات باتوا يشترونه من محطات الوقود، مشيراً إلى أن أغلب العائلات لم تقم بتركيب المدافئ هذا العام بسبب عدم قدرتهم على شراء مادة المازوت، بالإضافة لإرتفاع أسعار الحطب الذي وصل لـ50 ألف ليرة سورية للطن الواحد”.
وكانت قوات الأسد وبدعم من حليفتها روسيا سيطرت على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بعد اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بتهجير رافضي التسوية مع عائلاتهم إلى الشمال السوري.
عذراً التعليقات مغلقة