عائشة صبري – درعا – حرية برس:
يشهد ريف درعا الغربي حالة من التوتر والغليان الشعبي إزاء تهديدات نظام الأسد المستمرّة لشباب فصائل الثوار سابقاً، وسط تصاعد لصوت المقاومة الشعبية المشكلة حديثاً من قبل بعض أولئك الشباب.
وتحدثت وسائل إعلامية يوم الأحد، عن استهداف قوَّات النظام المتمركزة في تل الخضر، بقذائف مدفعية مدينة “طفس” غرب درعا، وذلك بسبب رفض شباب المدينة الذين أعمارهم (19 و18 عاماً) الالتحاق بجيش نظام الأسد لتأدية الخدمة الإلزامية.
وفي هذا الصدد، نفى المحامي “سليمان القرفان” نقيب المحامين الأحرار في درعا سابقاً لحرية برس، أخبار قصف طفس والاشتباكات بين الروس والنظام “جملة وتفصيلاً” وهذا الشيء لاقى رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف الوضع في المنطقة بأنّه أشبه ببرميل البارود الذي سينفجر قريباً جرّاء محاولة النظام فرض القبضة الأمنيّة على المواطنين، فالاعتقالات والابتزازات تُنذر بوضع كارثي قادم سينتج عنه عمليّات هجومية على حواجز النظام كنتيجة طبيعيّة حتماً.
وبدوره، “أبو محمود الحوراني” الناطق باسم تجمع أحرار حوران الإعلامي، نفى القصف على مدينة طفس والاشتباك هناك. موضحاً في حديثه لحرية برس؛ أنَّ الأمر كان تهديدات باقتحام مدينة طفس من قبل شبيحة شيعة، تابعين للمدعو “رستم غزالي” الذي قتل سابقاً أحد أزلام النظام في بلدة كرفة، إذا لم يتم تسليم السلاح وفي حال عدم التحاق شباب المدينة بالجيش، حيث يوجد الكثير من الشباب الرافضين للذهاب إلى الجيش أو تسليم سلاحهم الفردي، لأنّ الاتفاق في طفس كان مع الروس، حيث ذهب قسم من الشباب إلى الأمن العسكري، بينما القسم الآخر وعددهم يقارب الألفي مقاتل، لم يذهبوا بشكل مباشر إلى الأمن العسكري، وإنما وقّعوا اتفاق مع الأمن العسكري، وهذا الاتفاق يقضي على الشكل التالي: أن يبقَ العناصر متواجدين بأماكنهم مقابل ذلك لمدة عام كامل، وبعد هذا العام الذي لا يحسب من الخدمة الإلزامية، سيتم إعطائهم بطاقات تقضي بتبعيتهم للأمن العسكري المتمثل ب “لؤي العلي” لكن هذا الشي لم يتم، ولؤي العلي طلب تسليم السلاح بشكل كامل حتى يغدو هذا الاتفاق معلناً تماماً، ويعطوهم البطاقات المتفق عليها، لكن الشباب مازالوا رافضين حتى الآن تسليم السلاح الفردي.
وأردف “الحوراني”: لذلك الوضع متوتر في مدينة طفس وفي المنطقة الغربية عموماً، فالشباب رافضين تسليم السلاح، وتحديداً بطفس، فكيف يمكن أن تتطور الأمور هذا الشي غير معلوم لأنَّ الأمر يختلف من ساعة لأخرى، ومن المتوقّع أن يحصل اتفاقاً جديداً مع النظام.
في حين، يقرأ بعض المتابعين احتمال أن تكون المقاومة الشعبية مهمتها تصفية مابقي من الثوار أو رجال المصالحات، وهي الآن بمرحلة النهضة لتأخد صدى إعلامي. لكن “أبو محمود” اعتبر أنَّ هذا الكلام غير صحيح، لأنَّه بالنسبة للمقاومة الشعبية التي ظهرت مؤخراً، ونفذّت عمليات نوعية، وإن كان عددها قليل، لكن نحن صراحة نعرف الأشخاص الذين يعملون بها، ولم نعلن عن أسماءهم لحمايتهم، وبالتأكيد هم لن يُكرّروا الأخطاء التي ارتكبت خلال الثماني سنوات من الثورة، ولدى المقاومة صفحة على مواقع التواصل، وعن طريقها تم نشر الأخبار المتعلقة بها، وبالطبع النظام سينشئ صفحات، ويعمل بالتضاد مع هذه المقاومة على أساس في مقاومة شعبية ثانية، وعن طريقها يُنفّذ اغتيالات بحق الثوار الصادقين بالفعل، وهذا الشيء ممكن النظام يشتغل عليه لكن حقيقة في مقاومة شعبية بدرعا.
وأضاف “الحوراني”: أنا أؤكد وجود المقاومة الشعبية في درعا وهي مقاومة حقيقية، وليست وهماً أبداً، ونفذّت عدّة عمليات أسفر عنها قتلى وجرحى بصفوف النظام، وهناك صفحات موالية للنظام نعت أحد القتلى على صفحة شطحة بسهل الغاب غربي حماة وذكرت أنه قتل في درعا، فهم يعترفون ببعض القتلى ولا يعترفون بالبعض.
يُذكر أنَّ عمليات الاعتقال المستمرّة والمضايقات وعمليات السلب والسرقة للسيارات المارّة المتكرّرة في درعا من قبل نظام الأسد وميليشياته، دفعت بعض الشباب إلى العمل مؤخراً بما يُسمّى “المقاومة الشعبيَّة”، حيث وثق تجمّع أحرار حوران خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، مقتل 11 عنصرًا من قوّات الأسد وميليشياتها في المحافظة على يد “المقاومة الشعبيَّة” ومن بين القتلى ضابطين أحدهما يُدعى “أبو المزايا” من مدينة طرطوس، قُتل على أطراف مدينة جاسم بطلق ناري، والثاني برتبة ملازم أول يُدعى “علي حسن محمود”، ينحدر من الدالية في مدينة جبلة، قُتل بعد استهداف سيّارته الخاصّة في مدينة الحارّة شمالي درعا، وتم الإعلان عن تأسيس هذه المقاومة في بيان يوم الجمعة الماضي، والتي تهدف لتدارك خطأ مصالحة النظام، وإعادة استهداف قوّاته عبر استخدام حرب العصابات.
عذراً التعليقات مغلقة