خطف وتسليم لنظام الأسد.. هكذا يرهب “حزب الله” اللاجئين السوريين بلبنان

فريق التحرير17 نوفمبر 2018Last Update :
عناصر من مليشيا “حزب الله” في الضاحية الجنوبية ببيروت (تواصل اجتماعي)

أحمد زكريا – حرية برس

يواجه اللاجئون السوريون في لبنان، خطراً من نوع جديد عنوانه العريض “خطف وتسليم لنظام الأسد”، وبطل تلك العمليات ميلشيا “حزب الله” وعصابات مرتزقة تابعة له، الأمر الذي يزيد من مخاوفهم في ظل عدم وجود أي حماية أو رعاية أممية ودولية.

وتفيد الأنباء الواردة من قرية “عرمون” اللبنانية، بحسب مصادر محلية، عن قيام تلك الميليشيا باختطاف أكثر من 20 شاباً من اللاجئين السوريين وتسليمهم لنظام الأسد، في ظل المخاوف من استمرار عمليات الخطف بحق اللاجئين السوريين في تلك القرية وفي بلدة “عرسال” وغيرها من المناطق التي تؤوي لاجئين سوريين.

مرتزقة تشارك “حزب الله” في خطف السوريين

وتحدث الناشط السياسي “رشوان سلوم” عن عمليات الخطف الممارسة بحق اللاجئين السوريين في لبنان وقال: يقوم عناصر من حزب الله وميليشيات تابعة للحزب بخطف السوريين وتسليمهم لحزب الله كقوة في لبنان، ومن ثم ينقلهم حزب الله عبر سياراته مستخدماً طرقاته العسكرية، ليقوم بتسليمهم لنظام الأسد.

وأضاف في حديثه لحرية برس، أن الجهة المشاركة في عمليات الخطف إلى جانب ميليشيا حزب الله، هي عناصر “مرتزقة” تعمل لصالح حزب الله، لافتاً إلى أنه حينما يتم مواجهة حزب الله بعلاقته بأولئك المرتزقة، فإنهم ينكرون أي صلة بهم.

وكشف المصدر ذاته، عن خطف عدد من السوريين في منطقة “عرمون” اللبنانية، عرف منهم “خالد جاسم الفرج، ووليد محمد الحسين، ومحمد محمود الجاسم” وتم تسليمهم لقوات أمن النظام السوري، وأشار إلى أنه تم التأكد من وجودهم في معتقلات النظام عن طريق أحد المعتقلين الذي كان في سجون النظام والذي بدوره أوصل الخبر لذويهم بأنهم يقبعون في سجون الأسد.

وذكر “سلوم” أنه تم خطف أكثر من ضابط منشق وتم تسليمهم للنظام، مشيراً إلى أن الخطورة في الأمر هذه المرة، تكمن في أنهم بدأوا يخطفون الشبان من أجل تسليمهم للنظام، مضيفاً أن عمليات الخطف تلك هدفها بث الرعب والهلع في قلوب اللاجئين، مؤكداً أن الناس يتخوفون من الحديث عن عمليات الخطف حرصاً على سلامتهم.

وحول دور الأجهزة الأمنية اللبنانية في ضبط الأمر والحد من عمليات الخطف قال “سلوم” إن “الدولة اللبنانية ليست بدولة بل هي (دويلة) تتبع لحزب الله الذي بات هو الآمر الناهي وهو المتحكم بالأجهزة الأمنية، وهو الدولة بحد ذاتها”، مضيفًا أن الوضع في لبنان يختلف كونها تقبع تحت حكم حزب الله، ومن يتكلم بأي حرف يخطف أو يعاقب أو يزج في السجن وحتى المنظمات الحقوقية لا تستطيع التكلم، واصفاً ما يجري بأنه أشبه لما يجري في مناطق سيطرة نظام الأسد.

عمليات خطف في كل مناطق لبنان

وفي تعليق منه على عمليات الخطف الممارسة بحق اللاجئين السوريين في لبنان، قال الكاتب والصحفي اللبناني “فادي عاكوم” في تصريح خاص لحرية برس: إن عمليات الخطف التي يقوم بها حزب الله أو المجموعات الأمنية التابعة لحزب الله، ليست محصورة فقط في منطقة “عرمون” أو “عرسال” بل هي تتم في كل المناطق اللبنانية بحجة مكافحة الإرهاب والبحث عن إرهابيين.

وأضاف “عاكوم”، أن تلك العمليات تستهدف فقط “بعض المعارضين” الذين من الممكن تصنيفهم من المعارضة السورية الحقيقية، خاصةً أنه يوجد العديد من الإرهابيين الحقيقيين الذين يتخذون من المعارضة السورية غطاء لهم، يسرحون ويمرحون في كافة الأراضي اللبنانية تحت أعين أمن حزب الله وأحيانا بتغطية من حزب الله نفسه، كسائر المجموعات الإرهابية التي تحظى بدعم حزب الله لتوتير الداخل اللبناني، مؤكدًا أن هذا الامر يقوم به حزب الله خدمةً لبعض النافذين في الحكومة السورية، بحق من هو ضد النظام وضد الحرس الثوري الإيراني ويدعمون أي توجه سياسي واقتصادي وعسكري يقوض من قوة الحرس الثوري الإيراني وأذرعه في المنطقة.

ميليشيا محصنة من المساءلة القانونية

ووصف وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين “معين المرعبي” في تصريحات إعلامية له، قبل أيام، حزب الله اللبناني بـالمحتل لأراض ومدن وبلدات في سوريا، وقال إن احتلاله هذا أدى إلى نزوح السوريين إلى الأراضي اللبنانية وهو مسؤول عما جرى لهم.

وتابع: علمنا من مصادر محلية من اللاجئين عن قتل أكثر من 20 لاجئاً عادوا إلى سوريا، وإجبار آخرين على التجنيد في الجيش السوري، كما تعرض بعض العائدين لعميات اختطاف “وهذا ما أدى إلى رعب لدى اللاجئين”.

أما الصحفي اللبناني “علي الأمين” ورئيس تحرير موقع “جنوبية”، فرأى أن عمليات الاعتقال التي يقوم بها “حزب الله” لا تخضع للمساءلة ولا للاعتراض، وهذا ما يمكن ملاحظته حيال عمليات اختفاء العديد من أشخاص لبنانيين، فمراكز حزب الله ومقراته محصنة ليس بالوضعية الأمنية والعسكرية بل حتى من أي مساءلة قانونية، وأن كل ذلك يتم بعلم السلطات الرسمية والخضوع من قبلها، لافتاً إلى أن “هذا حال اللبنانيين فكيف تتوقع أن يكون حال اللاجئين السوريين”.

وأضاف لحرية برس، أن الوزير اللبناني “معين المرعبي” أعلن بوضوح أن عمليات خطف طالت لاجئين سوريين في (عرمون) و(خلدة) وغيرهما، قام بها حزب الله، وهذا كاف لنقول إن الدولة اللبنانية شاهد زور على ما يقوم به حزب الله.

وعبّر “الأمين” عن أسفه لغياب أي دور للمنظمات الحقوقية والدولية وقال: من المؤسف أن المؤسسات الإنسانية المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين على وجه الخصوص، باتت خاضعة لمنطق القوة الذي طالما يتيح لحزب الله استخدام تهمة الإرهاب للقيام بعمليات اعتقال وإخفاء. بل وتنفيذ عمليات خطف لصالح النظام السوري ويطلب من أجهزته.

وتابع قائلًا: إن المطلوب هو أن يرفع الصوت وتوثيق عمليات الاعتقال، وهذا مع الأسف دونه عوائق في لبنان، أما بسبب استسلام اجهزة الدولة لتوجيهات حزب الله وتعليماته، أو بسبب غياب القوى السياسية المعارضة لحزب الله الى الحد الذي تقف في وجه ممارساته الأمنية غير المشروعة.

وأضاف في السياق ذاته، أنه لا بد من تحفيز المؤسسات الدولية والجهات المدنية السورية والناشطة في مجال حقوق الانسان، على رفع الصوت وعلى القيام بدورها على المستوى القانوني وعلى المستوى الإعلامي. يجب أن نقر أن اللبنانيين باتوا مستسلمين لواقع مأساوي يعيشونه وهم أقرب لأن يكونوا لاجئين في لبنان او لبنان الذي صار دولة حزب الله.

الانتهاكات لا تقتصر على الخطف

ولا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في لبنان من المخاوف من عمليات الخطف من قبل ميليشيا ومرتزقة “حزب الله”، بل من استمرار الانتهاكات الممارسة بحقهم وخصوصاً في بلدة “عرسال”.

وقال الناشط السياسي “رشوان”: إن الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون وخصوصاً في “عرسال” هي من القوى الأمنية والجيش اللبناني الذي كان يداهم المخيمات بحجة الإرهاب والمسلحين سابقاً، واليوم يداهم بحجة المخدرات والحشيش والحبوب المخدرة.

وتساءل “سلوم”، على اعتبار أن “عرسال” منطقة جبلية محصورة والمخابرات والحزب والجيش مطبق عليها من كل الجهات، فكيف يمكن للاجئين السوريين إدخالها؟ وهل يستخدمون الطائرات لإسقاطها من السماء؟، مضيفاً أنه وفي حال كان هناك مخدرات فالدولة اللبنانية هي متورطة وحواجزها الأمنية وجيشها متورطون بإدخالها للمخيمات في عرسال.

 تضييق متعمد على اللاجئ السوري في لبنان

ومن الانتهاكات التي مورست بحق اللاجئين السوريين في عرسال، مؤخرًا، تحدث “سلوم” عن التضييق الممارس عليهم من قبل ضابط يتبع للجيش اللبناني وهو النقيب “عصام السياح”، الذي يتمدد بالتضييق على اللاجئين السوريين في عرسال، حيث قام هذا الضابط ، الأسبوع الماضي، بنشر “دوريات الدرك” في عرسال مقابل كل المدارس وفي الشوارع الرئيسية، وبدأ بمصادرة “السرافيس” التي تنقل الطلاب السوريين إلى المدارس، وتم إنزال الطلاب والطالبات السوريين من السرافيس ورميهم بشوارع “عرسال” في ظل العاصفة المطرية التي كانت من الممكن أن تسبب بكارثة إنسانية لولا تدارك هذه الجريمة المنكرة من قبل اللاجئين.

وأشار، إلى أن هناك طلاب في الصف الأول الابتدائي تم رميهم بالشوارع، وقد ضاعوا في شوارع عرسال التي تكتظ باللاجئين السوريين والبالغ عددهم قرابة التسعين ألف لاجئ، وهناك طالبات وصلوا إلى مخيماتهن مبللين بالمياه الغزيرة التي كانت من الممكن أن تقضي على حياتهم.

وتابع قائلاً: لقد تم إنزال سائق سرفيس عمره 67 عاما وهو يعمل ليعيل أولاده بعد الإهانة من قبل عناصر الدرك، عندما قال لهم سائق السرفيس هؤلاء طلاب الشرعية ويدرسون علوم القرآن فقال له العنصر: “بلا قرآن بلا بطيخ”.

كما تم في ذلك اليوم، مصادرة عشرات الدراجات النارية والسيارات النظامية السورية، بحجة أنها تمشي على أراضٍ لبنانية دون حق شرعي بذلك.

وقال “رشوان سلوم” أن ذلك اليوم كان يوماً قاسياً على اللاجئين السوريين، فالأفاعي من جهة والأمطار تغرق مخيماتهم، ونقص بالغذاء والدواء ووقود التدفئة، ومن جهة أخرى مصادرة سياراتهم ودراجاتهم النارية والسرافيس التي تنقل الطلاب لمدارسهم من قبل الدرك اللبناني، وبموازاة ذلك تقوم الأمم بفصل آلاف العائلات منهم من الاستفادة من كرت التغذية، يضاف إلى ذلك العديد من الانتهاكات عدا عن اعتقال النساء والرجال بشكل عشوائي في غالب الأحيان، وقد امتلأت سجون لبنان من اللاجئين السوريين.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت في بيان صادر عنها، في 20 سبتمبر/2017، لبنان بضمان تمكين اللاجئين السوريين من تنظيم وضعهم القانوني، والتمتع بحرية التنقل والحصول على المساعدات الإنسانية، وأن تحترم الإجراءات الأمنية حقوق المدنيين في “عرسال”.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل