ياسر محمد – حرية برس
حذرت الأمم المتحدة من معاناة إنسانية قد يخلفها تصاعد الصراع في محافظة إدلب ومناطق وقف إطلاق النار شمال سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا وروسيا لضمان استمرارية اتفاق “سوتشي” الذي أفضى إلى “الهدنة” في تلك المناطق، وذلك عبر عزل “المتشددين” الذين يهددون الاتفاق، بينما يعزز النظام قواته على حدود إدلب، وتتوافد ميليشيات إيرانية إلى تخوم ريف حلب المجاور للمنطقة المشمولة بالاتفاق.
ففي نيويورك، حذر فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام الأمم المتحدة من معاناة إنسانية في إدلب وجوارها من جراء تصاعد الصراع هناك.
وقال “حق”: “نعبر عن القلق العميق إزاء ورود تقارير تفيد بوقوع أعمال عدائية وتشريد مدنيين وقصف في ريف حلب وإدلب وحماة”.
وأضاف أن منظمته تلقت تقارير عن اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة، أسفرت عن العديد من الإصابات في صفوف المدنيين.
وتابع حق: “زملاؤنا في المجال الإنساني يشعرون بقلق عميق إزاء تلك التقارير التي تتحدث عن نشوب أعمال عدائية في جميع أنحاء شمال غربي البلاد”. وحذر من أن هناك 3 ملايين امرأة وطفل ورجل في المنطقة والمناطق المحيطة بها معرضون للخطر.
وتأتي تصريحات “حق” ومخاوفه، بعد تصعيد النظام من هجماته وقصفه على المدنيين في ريف إدلب الجنوبي والشرقي خصوصاً، ما أدى إلى استشهاد عدة مدنيين خلال الأسبوع الفائت.
وأمس الجمعة، قصفت قوات النظام، مناطق متفرقة مشمولة باتفاق المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والغربي، وفي ريف إدلب الجنوبي والشرقي، فيما أعادت إغلاق معبر مورك شمالي حماة.
في سياق قريب، أكدت مصادر صحفية وسياسية استمرار الجهود الروسية – التركية لإقامة “المنطقة العازلة” في شمال سوريا، بعد مرور شهر على الموعد المقرر لتحقيق ذلك بموجب اتفاق البلدين في “سوتشي”.
وأشارت المصادر إلى أن المساعي التركية – الروسية تواصل “الضغط على الفصائل وقوات النظام الموجودة بالريف الشمالي الحلبي، لفتح طريق غازي عنتاب – حلب الدولي ذي الأهمية الاستراتيجية”.
وفي تأكيد على إصرار تركيا على إنجاح هدنة إدلب، قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، في حديث له أمس: “عقب عملية غصن الزيتون، نحن في إدلب، وسنوفر الأمن هناك أيضاً، بفضل جهود قواتنا المسلحة وكافة مؤسساتنا المعنية”.
وأكد أوقطاي أن بلاده ستنقل النجاح الذي أحرزته في منطقة الباب بريف حلب إلى شرق نهر الفرات أيضاً.
يذكر أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيبحثان الاثنين المقبل، هدنة إدلب وملف اللجنة الدستورية خلال قمتهما بإسطنبول، بمناسبة استكمال الجزء البحري من مشروع نقل الغاز الروسي المعروف بالسيل التركي.
ومن المنتظر أن يناقش الزعيمان ملف اللجنة الدستورية، في أعقاب عدم نجاح وفدي البلدين التقنيين في التوصل إلى توافق حول تشكيل اللجنة الدستورية في الاجتماعات السابقة، وخاصة الاجتماع الأخير الذي جرى أول من أمس الخميس في العاصمة التركية أنقرة، بحسب وكالة الأناضول.
عذراً التعليقات مغلقة