الأشجار المثمرة بديل المحاصيل الموسمية في شمالي حماة

فريق التحرير13 نوفمبر 2018آخر تحديث :
لجأ الفلاحون إلى زراعة الأشجار المثمرة نتيجة الخسائر التي تعرضوا لها لعدم نجاح الزراعات البعلية – عدسة: مصطفى أبو عرب – حرية برس©

مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:

يعتمد سكان جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي على الزراعة في معيشتهم، إلا أن الزراعة البعلية لم تعد تجدي نفعاً، وباتت خاسرة بالنسبة لمعظمهم، إذ لجأ مزارعو الجبل إلى عملية تشجير أراضيهم، وذلك نتيجة الخسائر التي تعرض لها الفلاحون لعدم نجاحها، مما دفعهم لغرس الأشجار المثمرة، آملين أن تعوضهم بعض الخسائر التي لحقت بهم.

وقال ’’محمد الخالد‘‘ مزارع في جبل شحشبو، إنه لجأ إلى زراعة أرضه البالغ مساحتها 17 دونماً بأشجار التين، وذلك نظراً لخسارته بالمحاصيل الزراعية البعلية كالقمح والشعير والبقوليّات، أما عن تكلفة الزراعة، تباع أشجار التين والزيتون الواحدة منها 500 ليرة سورية، بينما تكلفة الحفرة بـ300ل.س، أما صهريج الماء يقارب 2500ل.س، إذ أن السقاية تعد من أكثر الصعوبات التي تواجههم نتيجة غلاء سعر الصهريج، فالمزارع الذي يزرع عدد كبير من الأشجار يحتاج إلى 3 أو 4 صهاريج ماء كل يومين على الأقل، وتكلفة هذه الصهاريج غالية الثمن، إلا أنه من الضرورة سقايتها والاعتناء بها.

وأضاف الخالد ’’بالنسبة لطريقة الزراعة أولاً نقوم بحفر الجور عن طريق الجرافة، وبعدها نقوم بغرس الشجرة وغمرها بالتراب، ثم نقوم بسقايتها وتتم عملية السقاية في فصل الصيف كل يومين أو ثلاثة أيام لارتفاع درجة الحرارة وعطش الأشجار لتعرضها للشمس الساطعة‘‘.

وذكر ’’الخالد‘‘ في حديثه، ’’من الأسباب التي أدت إلى عزوف أغلب المزارعين عن الزراعة البعلية منها، انتشار الجراد بشكل كثيف الذي قضى على المحصول بشكل نهائي، وقلة المبيدات الحشرية وصعوبة إيجادها، إضافة إلى عدم وجود حلول للقضاء على الجراد الذي أنهك المحصول، وارتفاع تكاليف الحراثة وتكاليف الزراعة بشكل عام، وقلة الإنتاج‘‘.

كما لفت أيضاً إلى إهمال الأراضي الزراعية في السنوات الماضية وتعرضها للقصف وحرق المحاصيل، إذ أدى ذلك إلى تكاسل المزارعين على الاعتناء بها جيداً، بالإضافة إلى غلاء أجور الآليات اللازمة للحصاد، تلك الأسباب التي أدت إلى تغيير مسار الزراعة من بعلية إلى أشجار مثمرة ومن أهمها التين والزيتون.

بدوره، بيّن ’’أحمد المحمود‘‘ أن معظم أهالي المنطقة يعتمدون على الزراعة كوّنها مصدر رزقهم الوحيد، إلا أن الأرض البعلية في مناطق ريف حماة باتت تعطي نتائج عكسية بالنسبة للزراعة،حيث كانت الزراعة البعلية قبل الثورة تنتج لأصحابها أضعاف الذي قاموا بزراعته، كوّن كل شيء كان متوفر والأسمدة والمبيدات الحشرية كانت متواجدة بكثرة وغير مغشوشة، حسب وصفه.

وأردف المحمود قائلاً: ’’إن أغلبية سكان الجبل لجأوا إلى تشجير أراضيهم بالأشجار المثمرة منها التين والزيتون واللوز والمحلب و الجوز، متأملين ما سيجنونه منها بعد سنوات‘‘.

يشار إلى أن القطاع الزراعي شهد تراجعاً ملحوظاً في ريف حماة خلال السنوات المنصرمة، نتيجة تعرضها للقصف، حيث أن هناك قسم كبير من الأراضي الزراعية لا يستطيع أصحابها زراعتها نظراً لقربها من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل